وفقًا للحديث النبوي الشريف، فقد اختص الله تعالى بعض عباده الصالحين برؤية ليلة القدر، حيث يطلعه على علامة من علاماتها. روى البخاري وغيره أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر". كما روى مسلم في صحيحه وغيره أن أبا بن كعب رضي الله عنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو، إنه لفي رمضان، يحلف ما يستثني، والله إني لأعلم أي ليلة هي..." الحديث.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات ليلة القدر طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، كما حدث لأبي بن كعب رضي الله عنه. وقد اختص الله تعالى بعض عباده الصالحين بكرامة رؤيتها، حيث يحصل لهم من ذلك ما يجزم أو يغلب به على ظنه أنها هي.
ومن الجدير بالذكر أن عدم رؤية ليلة القدر لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيماناً واحتساباً، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان طلباً للأجر والثواب. فإذا صادف قيامه إيماناً واحتساباً هذه الليلة نال أجرها، وإن لم يعلمها. قال صلى الله عليه وسلم: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وفي الختام، فإن من اختصهم الله تعالى برؤية ليلة القدر هم بعض عباده الصالحين الذين يطلعه على علامة من علاماتها، مما يجزم أو يغلب به على ظنه أنها هي.