النسخ في القرآن الكريم هو ظاهرة لاهوتية مهمة، حيث يرفع الله حكمًا شرعيًا سابقًا بخطاب لاحق. هذا النسخ لا يدخل إلا الأحكام الشرعية، ولا يمس الأخبار. وفقًا للعلماء، هناك ثلاثة أنواع رئيسية للنسخ في القرآن الكريم:
- نسخ التلاوة والحكم: هذا النوع يشمل رفع التلاوة والحكم معًا، مثل آية عشر رضعات التي حرّمت الزواج من المرأة التي أرضعتها المرأة الأخرى عشر رضعات، والتي نسخت بخمس رضعات.
- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة: هذا النوع يشمل رفع الحكم مع بقاء التلاوة، مثل آية اعتداد المتوفى عنها بسنة كاملة، والتي نسخت بآية تربص أربعة أشهر وعشراً.
- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم: هذا النوع يشمل رفع التلاوة مع بقاء الحكم، مثل آية صدقة النجوى، والتي نسخت التلاوة فقط، بينما بقي الحكم قائمًا.
النسخ في القرآن الكريم له فوائد عديدة، منها إظهار امتثال العباد لأوامر الرب، والتخفيف على العباد، والتدرج في الأحكام. كما أن النسخ لا يدخل إلا الأحكام الشرعية، ولا يمس الأخبار.
يجب التنويه إلى أن النسخ لا يحدث إلا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أما بعد موته واستقرار الشريعة، فلا نسخ. هذا الإجماع لا ينسخ ولا ينسخ به، لأن الإجماع انعقد بعد انقطاع الوحي.
في الختام، فإن النسخ في القرآن الكريم ظاهرة لاهوتية مهمة لها أنواعها وفوائدها، وهي جزء من إعجاز القرآن الكريم الذي تحدى الله به العالمين أن يأتوا بمثله.