حكم الغيبة والنميمة في الإسلام: دراسة شاملة

الغيبة والنميمة من الكبائر التي نهى عنها الإسلام، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: "ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه"

الغيبة والنميمة من الكبائر التي نهى عنها الإسلام، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز: "ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه" (الحجرات: 12). الغيبة هي ذكر أخيك بما يكره، سواء كان موجودًا أو غائبًا، أما النميمة فهي نقل الكلام بين الناس لإحداث الفتنة أو إثارة الشقاق.

تعريف الغيبة والنميمة في الإسلام واضح ومحدد، حيث عرفها العلماء بأنها ذكر أخيك بما يكره، سواء كان موجودًا أو غائبًا. الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والإجماع، وعدّها كثير من العلماء من الكبائر. وقد شبه الله تعالى المغتاب بآكل لحم أخيه ميتًا، مما يدل على حجم الكارثة التي يقع فيها المغتاب.

أسباب الغيبة والنميمة كثيرة، منها الحسد، واحتقار المغتاب، والسخرية منه، ومجاراة رفقاء السوء، وأن يذكره بنقص ليظهر كمال نفسه ورفعتها. علاج الغيبة والنميمة له طريقان: طريق مجمل وطريق مفصل. الطريق المجمل هو أن يتذكر العبد قبح هذه المعصية وما مثل الله به لأهلها، وأن يتوب إلى الله ويبدأ بالتحلل ممن اغتابه. أما الطريق المفصلي فهو أن ينظر إلى حال نفسه ويتأمل السبب الباعث له على الغيبة فيقطعه.

ومع ذلك، هناك حالات معينة يجوز فيها الغيبة والنميمة، مثل التظلم إلى السلطان أو القاضي، أو الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الحق. كما يجوز ذكر مساوئ الشخص لمن يستشار في أمر ما لطلب المشورة منه واستجلاب النصح والإرشاد.

في الختام، يجب على المسلم أن يتجنب الغيبة والنميمة قدر المستطاع، وأن يسعى لتحقيق المصلحة الشرعية المرجوة دون الوقوع في هذه المعاصي.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments