اختلف العلماء في تحديد الفرق بين النبي والرسول، فمنهم من يرى أن هناك فرقًا بينهما، ومنهم من يرى أن كلاهما بمعنى واحد. ومن أشهر الآراء في هذا الشأن:
- القول الأول: يرى بعض العلماء أن النبي والرسول بمعنى واحد، فكل رسول نبي وكل نبي رسول. وهذا القول ذهب إليه جمع من أهل العلم من المفسّرين والفقهاء وغيرهم.
- القول الثاني: يرى آخرون أن النبي غير الرسول، ويدل على ذلك عدة أدلة:
أ. قول الله تعالى في سورة الحج: "وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته" [الحج:52]. فظاهر الآية يدل على أن النبي غير الرسول، ولو كان النبي هو الرسول لما صح أن يُقال "ولا نبي".
ب. حديث النبي ﷺ الذي رواه مسلم في الصحيح عن عياض بن حمار المجاشعي، حيث قال: "ما بعث الله من نبي إلا وأعطاه من الآيات ما على مثله آمن البشر وكان الذي أوتيته وحيا يُتلى". هذا الحديث يدل على أن كل نبي أعطي آية وآمن من آمن بتلك الآية.
ج. حديث أبي ذر المشهور الذي رواه ابن حبان في الصحيح وغيره، حيث ذكر النبي ﷺ عدد الأنبياء والمرسلين، فقال إنهم مائة وأربعة وعشرين ألفًا. هذا الحديث يدل على أن هناك فرقًا بين النبي والرسول، وأن الرسالة قد تكون مقصورة على نبي دون آخر.
وبناءً على هذه الأدلة وغيرها، فإن أقرب الأقوال إلى الصواب هو أن النبي والرسول يشتركان في أن كليهما يُوحى إليه، إلا أن الرسول يأتي بشرع جديد، والنبي قد يكون لتقرير شرع من قبله والعمل به.