البحث في أهمية دراسة العلوم الشرعية: مصدر للفقه ونور للحياة

دراسة العلوم الشرعية تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع الإسلامي وتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن يُريد

دراسة العلوم الشرعية تعتبر ركيزة أساسية في بناء المجتمع الإسلامي وتحقيق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن يُريد الله به خيرًا يفقهه في الدين"، مما يؤكد على كون العلم الشرعي مدخلًا لتحقيق الخير والسعادة الروحية والنفسية للإنسان. حيث أن شرف هذا العلم ينبع من ارتباطه بمصالح عباده في هذين الزمانين، وهو الغرض الأسمى والأعلى للأمل والتطلعات المستقبلية.

دور العلوم الشرعية يمتد لتشمل جوانب متعددة من حياة المسلمين، فهو يشبه الجهاد في سبيل الله، حيث يقول الله تعالى: "وما كانوا ليفروا جميعا ولكن تنفر طائفة منهم لكل فرقة منهم أمر فاستحيا". وهذا يعكس ضرورة وجود أفراد مؤهلين وفاهمين للدين ليوجهوا الناس نحو الحق والصواب عند عودتهم لأسرهم وأوطانهم، لينجوا بطريق التقوى وينجو مجتمعهم كذلك.

بالإضافة لذلك، ترتكز المكانة العالية للعلم الشرعي على عدة عوامل: أولها حاجة البشر المتزايدة له أكثر من غيرها؛ إذ تشكل الحياة الدنيوية مجرد مرحلة انتقالية نحو الحياة الأبدية والخالدة، وعلوم الشريعة هي الطريق الواضح المؤدي للجنة والحماية من نار جهنم. ثانيا، الموضوع الرئيسي لهذه العلوم يكمن في نقل رسالة الرب وخطة الخالق لحياة المسلم المثلى في هذه الأرض. أخيرا، توافق العلوم المختلفة مع تعليمات الشريعة وطاعة الله؛ فعلى الرغم من أنها مفيدة بشكل كبير خلال فترة حياة المرء، لكن بدون إيمان صادق وعمل صالح لن تكون ذات قيمة حقيقية. فالاختصاص الوحيد لفهم وتعليم أحكام دين الإسلام وتطبيقاته الواقعية يكمن ضمن نطاق الدراسات الدينية فقط.

وفي النهاية، فإن الأفراد والجماعات المسترشدة بالتشريعات الربانية هم أهل النصر والفلاح الأخروي بحول الله وقوته. وبالتالي، تصبح دعوة دارسية ومعرفة واستيعاب العلوم الإسلامية واجبة وملزمة أمام الجميع بغض النظر عن مشاربهم المعرفية الأخرى. فهي لا تتقاصر عن كونها دعاة للتقدم الاجتماعي وحفظ حقوق المواطنين وضمان سلامتهم تحت مظلة نظام شرعي رشيد يستمد منه الحكم والقوانين كافة بما يحقق العدالة الاجتماعية والإنسانية وفق منظومة عقائدية راسخة ترسخت منذ القدم لدى أبناء حضارة الرسالات السماوية المحكمة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات