إرث القائد: مواقف تبرز شخصية المقداد بن عمرو

كان المقداد بن عمرو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، وقد ترك بصمة واضحة عبر العديد من المواقف التي تعكس شجاعته وإخلاصه. وهو ابن عمرو بن ثعلبة ال

كان المقداد بن عمرو أحد الشخصيات البارزة في تاريخ الإسلام، وقد ترك بصمة واضحة عبر العديد من المواقف التي تعكس شجاعته وإخلاصه. وهو ابن عمرو بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي المدينةي، ولد قبل الهجرة النبوية بحوالي ست سنوات وتوفي بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنين تقريبًا.

من أكثر المواقف شهرة للمقداد تلك الواقعة عندما كان الصحابة يسألون النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن أحوال الجنة والنار. قال المقداد: "يا رسول الله! إن كنت صادقاً فصدقناك وإن كنت كاذبا فقد صدقناك. أما والذي بعثك بالحق لو أمرتنا أن نخوض البحر خوضاً لخضناه ولو أمرتنا أن ننطلق إلى أعلى الشجر لجسرناه". هذه الوعدة العظيمة للوفاء والإخلاص هي مثال بارز لشخصيته القوية والمستمرة.

في غزوة بدر أيضًا، برزت قيادة المقداد وشجاعته حين سمح له النبي بإلقاء الخطبة أمام المجاهدين المحاربون. هذا يدل على ثقته بالنبي وثقة النبي فيه. وفي غزوة مؤتة، أصيب قائدان خلال المعركة، فدعا أبو عبيدة عامر بن الجراح إلى اختيار قائداً جديداً بين الثلاثة الذين لديهم العلم بالسلاح. اختاروا المقداد إماماً لهم حتى جاء يزيد بن أبي سفيان وأصبح القائد العام للجيش.

بفضل إيمانه الراسخ وحكمته، أصبح المقداد واحداً من كبار رجال الدولة الإسلامية الأولى. لقد عاش حياته بكل ما فيها من تحديات وابتلاءات بروح عالية بالإيمان والتضحية، مما جعله رمزا للإخلاص والقيم الإسلامية الأصيلة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات