في شهر رمضان المبارك، يواجه العديد من النساء المرضعات تحديات خاصة تتعلق بصيام الشهر الفضيل. وفقًا للشريعة الإسلامية، يجوز للمرأة المرضعة أن تفطر في رمضان إذا خافت على نفسها أو على ولدها الضرر بسبب الصيام. هذا الحكم مستمد من القرآن الكريم حيث يقول الله تعالى: "ومن كان مريضًا أو على سفر فعدة من أيام أخر" (البقرة: 185).
يُعتبر الحمل والرضاعة من الأمور التي قد تؤدي إلى ضرر للمرأة أو لولدها، وبالتالي يُرخّص لها الفطر في رمضان. كما ورد في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة، وعن الحامل أو المرضع الصوم أو الصيام". هذا الحديث يشير بوضوح إلى أن المرأة الحامل أو المرضعة لها الحق في الفطر في رمضان.
ومع ذلك، إذا كان الطفل مستغنياً عن رضاع أمه، فإنها تصوم ولا تفطر لعدم الحاجة إلى فطرها حينئذ. كما يُشدد على أهمية الرضاعة الطبيعية للأطفال، حيث ثبت ثبوتاً لا مجال للشك فيه أهميتها للصحة العامة للطفل. لذلك، إذا كانت الرضاعة الطبيعية ضرورية للطفل، فلا تترك المرأة الرضاعة الطبيعية لأجل الصيام، حيث أن الرضاعة الصناعية لا تغني عنها تماماً.
في الختام، يجب على المرأة المرضعة أن تزن بين فوائد الصيام ومخاطرها على صحتها وصحة طفلها. إذا شعرت بالضرر أو الخوف على نفسها أو ولدها، فالأفضل لها الفطر في رمضان. أما إذا كان الطفل مستغنياً عن رضاع أمه، فإنها تصوم ولا تفطر. وفي جميع الحالات، يجب مراعاة مصلحة الطفل والتشاور مع الأب والاتفاق معه على أي قرار يتعلق بالرضاعة.