في الحديث القدسي الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تزوَّجوا الودُودَ الولودَ؛ فإنِّي مُكبِّرٌ بكم الأمَم يوم القيامة". هذا الحديث يعكس أهمية الزواج بالنسبة للمسلمين وأنه ليس مجرد رابط شخصي بين الزوجين فقط، ولكن له بعد اجتماعي وديني واسع.
الودود هنا يشير إلى المرأة التي تتميز بالمحبة والحنان والحكمة في التعامل مع زوجها وعائلتها. بينما يشير الولود إلى تلك المرأة القادرة على الإنجاب والتكاثر. هذه الصفات ليست فقط مرغوب فيها في شريك الحياة، بل إنها أيضا مؤشرات قوية للقيم الدينية والأخلاقية العالية التي تتطلبها المجتمعات الإسلامية.
يتعرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عبر هذا الحديث على عظمة الأمة المسلمة وموقعها الفريد يوم القيامة. يعلن بأنه سيرفع مكانة المسلمين أمام جميع الأمم بسبب وجود نسائهم الودود الولود. وهذا يدل على كيفية ارتباط تراثنا وإرثنا الثقافي بالإنجازات الاجتماعية والفردية للأجيال الحالية والمستقبلية.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكد الإسلام دائما على دور الأسرة كحجر الزاوية للمجتمع الصالح. بناء أسرة سوية قائمة على الحب والعطف والإنتاج هو جزء أساسي من تحقيق ذلك المجتمع المثالي. وبالتالي، فإن زواج الودود الولود يمكن اعتباره استثماراً هاماً لتربية الجيل القادم وتشكيل مستقبل مجتمع صحي ومتماسك.
وفي النهاية، نجد أن فهم هذه النصائح والنصوص القرآنية والسنة النبوية يساعد المؤمنين في اتخاذ قرارات حياتية أكثر حكمة واستنارة، خاصة فيما يتعلق بموضوع الزواج الأسري.