مفهوم الإشمام والروم في علم التجويد القرآني

الإشمام والروم هما مصطلحان مهمان في علم تجويد القرآن الكريم، وهما جزء أساسي من قواعد التلاوة الصحيحة للقرآن. يهدف هذا المقال إلى توضيح هذين المفهومين

الإشمام والروم هما مصطلحان مهمان في علم تجويد القرآن الكريم، وهما جزء أساسي من قواعد التلاوة الصحيحة للقرآن. يهدف هذا المقال إلى توضيح هذين المفهومين ومعرفة الفرق بينهما، وكيف يؤثر كل منهما على طريقة النطق والتجويد.

ما هو الإشمام؟

الإشمام هو حركة نطق خفيفة تتم عند نهاية حروف المد الثلاث "الألف" و"الواو" و"الياء"، والتي تأتي بعد التنوين. هذه الحركة عبارة عن تسكين سريع للحرف السابق لحرف المد، مما ينتج عنه صوت قصير وممتد قليلاً يسمى "الشدة". يُعتبر الإشمام عاملاً أساسياً في تحقيق مد الوقف الظاهر، وهو أحد أنواع الأمدود الخمسة التي ذكرها العلماء في تجويد القرآن.

على سبيل المثال، عندما نقرأ كلمة مثل "كتابا"، الإشمام يأتي بعد "ت" وتكون القراءة كالتالي: [كتِيبَا]. هنا، يتم تكثيف الصوت على حرف "ت" قبل الانتقال مباشرةً إلى حرف المد "أ".

ما هو الروم؟

الروم هو عكس الإشمام تماماً. يحدث الروم عندما تكون هناك حاجة لتوسيع حرف المد بدون وجود تنوين قبله. يمكن اعتبار الروم نوعًا آخر من الأنواسخ، وهي تغييرات تحدث أثناء النطق بسبب ظروف معينة، مثل اختياريته وعدم اجباره بشكل مطلق. عندما يكون هناك روم، فإن صوت المد يبقى ممتداً لفترة زمنية أطول بكثير مقارنة بالإشمام.

مثال على ذلك، في قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [القمر:54]، عندما نقرأ كلمة "جنّاتٍ"، يجب أن نتذكر أنه لا يوجد تنوين قبلي للحرف الثاني "ن"، وبالتالي، الأحرف التالية ستتميز بالروم وليس الإشمام. لذلك، سيكون النطق كما يلي: [جِنَـٰتٌ]. لاحظ كيف تم توسيع صوت حرف المد "ي".

الفروقات الرئيسية بين الإشمام والروم:

  1. التوقيت: يأتي الإشمام دائمًا بعد فترة الشدة التي تُحدثها حركة التنوين، بينما يحدث الروم عندما يكون هناك فقط حرف المد ولا يوجد تنوين له.
  2. مدة الصوت: الإشمام أقصر نسبيًا وأكثر سرعة من الروم؛ لأن الغاية منه هي إظهار حرية الحرف السابق لحرف المد من تأثير التنوين. أما الروم فهو أكثر امتداداً للصوت نظراً لعدم وجود عامل خارجي يحرك أمر الامتداد الأصلي لصوت المد.
  3. الوظيفة: يشكل كلا المصطلحين جزءًا حيويًا ومتكاملًا للتجويد القرآني، حيث يساهم كل منها في جعل النطق متناسقًا وصحيحًا وفق التعاليم الإسلامية التقليدية المتعلقة بالتجويد والقراءات المختلفة.

بذلك، يعد فهم وفروق استخدام هاتين الآليات المهمتين خطوة أولى نحو حفظ وتعليم الطريقة المثلى لقراءة القرآن الكريم بكل ثبات ودقة حسب السنة المطهرة والأحاديث النبوية الشريفة حول أهميتها التربوية والدينية للإنسان المسلم خاصة ومن لديه اهتمام بالعربية عمومًا ولغة كتاب الله عز وجل خصوصاً.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer