سبب تسمية موسى بكليم الله: رحلة النبوة والإفخاريات الربانية

موسى بن عمران، النبي الكريم الذي نزل عليه فرقان رباني ولمثل حدث لم يجزه إلا خيرة الخلق. أختصه الله عز وجل بحقيقة عظيمة جعلته فريدا بين الأنبياء؛ فهو ا

موسى بن عمران، النبي الكريم الذي نزل عليه فرقان رباني ولمثل حدث لم يجزه إلا خيرة الخلق. أختصه الله عز وجل بحقيقة عظيمة جعلته فريدا بين الأنبياء؛ فهو الوحيد الذي تكلم معه الله مباشرة. هذه المنحة الفذة هي السبب الرئيسي لتسميته "بكليم الله"، وهي شاهد حي على مكانه الخاصة لدى الباري سبحانه وتعالى.

لقد فضّل الله تعالى موسى بكل جبروت وأعلى منزلته بخلاف غيره ممن رفع درجاتهم. يشير الآية القرآنية "{تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات}" إلى عدم تساوِ الرسل فيما خصَّ الله بهم من امتيازات وآلاء. وإن كان جميع الأنبياء هم خير خلق الله، فإن موسى يتميز بميزة نادرة للغاية، وهي اختياره للتكليم الرباني نفسه بدون واسطة ملك أو وحيد كما هو الحال بالنسبة لباقي الأنبياء الآخرين.

في الوقت الذي مد الله فيه يد الرحمة إلى نبيه موسى، وفي المكان الذي ارتفعت شأنا قدره، وقع الحدث التاريخي الذي أصبح شاهدا دائما على علاقة النبوة الفريدة تلك. يقول عزوجل في القرأن الكريم "{فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى * إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى". هنا تحديد المكان الذي استحق الوصف بأنه "الوادي المقدس" والذي نعرفه اليوم باسم طوّة، حيث استقبل موسى نداء الحق وتحدث إليه الرب جل وعلى بصوت يتخطى حدود السابعة سماوات مباشرة.

إن مقام موسى ليس مجرد واحد ضمن قائمة طويلة للأوصياء السابقين للإنسانية فقط ولكنه أيضا شخصية ذات حضور خاص وملفت للنظر في مسار تشريع الشعائر الدينية. ويعتقد بعض المفسرين أن مهمته كمبلِّغ كانت واحدة من أصعب الأدوار المكلفة لأحد أنبياء الإسلام بسبب مضامين دعوته وشروط تلقيها والتي تتطلب مجهود عميق وصبر مطول.

ومهما يكن الأمر, فلابد وأن نفهم مدى تضخم هيبة شخصية مثل الفرعون أمام موقف كهذا! كيف يمكن صمود مواجهة رجل بسيط نسبيا وبروح ضعيفة مقابل ثقل اقتدار واستبداداxtream tyrant؟ ولكن عندما تكون مشيئة الرب واضحة وبكل قوة خلف هدف واضح فلا شك أنها ستكون مهيأة لتحقيق الانتصار الأكبر بلا جدالات حول احتمالية التحقق.

ويظهر لنا حديث الطلاقة والحكمة المستمدة من خلال ظهور الملك الإلهي لهذه الشخصية المختارة بشموخ وكبرياء. فعندما بلغ موسى سن المواجهة الشديدة والشجاعة الجبارة "وأعطيناه الحكم والعلم...." ثم واصل المسيرة نحو نور الدين والهداية بينما ظل يقارع أجواء الظلام والخرافات القديمة المتراكمة عبر سنوات الأجيال متجاهلا مخاطر رد فعل القطيع العملاق المبني علي الكهنوت البدائي القديم.. لقد انجذب قلبه أكثر فأكثر نحو طلب المزيد والمعرفة الغنية مما دفع شعور داخلي داخله للمطالبة باستمرار الاستفاضة في فهم كل تفاصيل المعارف مهما تأخر وقت الامتحانات!.

بالإضافة لما تقدم ورد ايضا فى عدة سور قرآنية تعمد فيها المدح الثابت لموقف موسى أثناء المحاكمة وانتصاره عليها:"...رب اغفر لي اني ظلمت نفسي..." وكذلك نسأل ونستعين برحمتك الواسعة.... وكيف أغمره التسامح عند ارتكابه خطأ قتل شخص غريب عنه!! بالفعل خسارة كبيرة لرؤية مرتكب جريمة يرحمه دليل الرحمة الأعظم !! إنه حقا أبو البشرية الاول بعد آدم عليه السلام حيث اُختار مرة أخرى لعشق التقرب لله بدعوات مؤثرة يؤازرها قلب بريء وخالص ! إنها قصة رائعة تستحق التأمل مليئة بالأمثلة الرائعه والمبادئ الأخلاقية والقيم الإنسانيه.


الفقيه أبو محمد

17997 ब्लॉग पदों

टिप्पणियाँ