- صاحب المنشور: باهي الصديقي
ملخص النقاش:أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من المراهقين حول العالم. حيث توفر هذه الألعاب عالمًا افتراضيًا مليئًا بالتجارب المثيرة والمغامرات الخيالية التي يمكنها جذب الانتباه وتوفير الترفيه والتسلية لهم. ولكن، هل لهذه الألعاب تأثير سلبي محتمل على الصحة النفسية للمراهقين؟
تُشير الدراسات الأخيرة إلى وجود علاقة بين الإفراط في لعب الألعاب الإلكترونية وظهور بعض المشكلات النفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات النوم. ففي بحث أجري عام 2019 من قبل جامعة هارفارد، وجد الباحثون أن المشاركين الذين يقضون أكثر من ساعتين يومياً في اللعب الإلكتروني كانوا أكثر عرضة للإصابة بالقلق بنسبة تصل إلى 40%. كما ربطت نتائج أخرى زيادة وقت اللعب بأعراض القلق الاجتماعي لدى الشباب.
إلى جانب ذلك، قد يؤدي الاعتماد الزائد على ألعاب الفيديو إلى انخفاض مستوى التفاعل الاجتماعي الحقيقي. يميل اللاعبون غالبًا للعزلة الاجتماعية بسبب الانغماس الطويل في العوالم الافتراضية؛ مما يمكن أن يخلق مشاعر الوحدة والعزلة الاجتماعية. بالإضافة لذلك، فإن طبيعة المنافسة الشديدة والحاجة المتزايدة لتحقيق النجاح داخل الألعاب قد تساهم أيضًا في ظهور أعراض مشابهة لأمراض قمار الإنترنت.
التحديات والحلول المقترحة
على الرغم من الجدل الدائر بشأن الآثار الصحية للألعاب الإلكترونية، إلا أنه لا ينبغي النظر إليها كشر مطلق. فالاستخدام المعتدل لها يمكن أن يحقق فوائد تعليمية وتعزيز القدرات المعرفية لدى الأطفال والمراهقين. وللتعامل مع هذا الموضوع بكفاءة، يُوصى باتباع نهج متوازن يعطي الأولوية للتواصل الأسري الصحي والأنشطة الخارجية المنتظمة جنبا إلى جنب مع ضوابط زمنية محددة للترفيه الرقمي.
كما تعمل مؤسسات التعليم والصحة العامة على تطوير برامج تثقيفية لتوعية المستخدمين بخطر الاستخدام غير المنضبط للألعاب الإلكترونية وكيفية الحد منه. ومن الضروري أيضا دعم دور آباء وأسر في مراقبة عادات أبنائهم التقنية وضمان تحقيق توازن صحي بين الحياة الواقعية وحياة اللعب عبر الشبكات.