الفتنة في القرآن الكريم: التحذير والتعريف

الفتنة في القرآن الكريم هي مصطلح متعدد المعاني، حيث تتنوع دلالاتها حسب السياق الذي وردت فيه. في اللغة العربية، الفتنة تعني الابتلاء والامتحان، وهي أصل

الفتنة في القرآن الكريم هي مصطلح متعدد المعاني، حيث تتنوع دلالاتها حسب السياق الذي وردت فيه. في اللغة العربية، الفتنة تعني الابتلاء والامتحان، وهي أصلها مأخوذ من قول العرب "فتنت الفضة والذهب"، أي ذوبتهما بالنار لتمييز الجيد من الرديء. ومع ذلك، فإن الفتنة في القرآن الكريم قد تشير إلى معانٍ أخرى، منها:

  1. الابتلاء والاختبار: كما في قوله تعالى: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" (العنكبوت: 2)، أي وهم لا يختبرون ويبتلون في أنفسهم وأموالهم.
  1. الصد عن السبيل والرد: كما في قوله تعالى: "وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْك" (المائدة: 49)، أي يصدوك ويردوك.
  1. العذاب: كما في قوله تعالى: "ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصابروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم" (النحل: 110)، فتنوا: أي عذبوا.
  1. الشرك والكفر: كما في قوله تعالى: "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة" (البقرة: 193)، أي شرك وكفر.
  1. الوقوع في المعاصي والنفاق: كما في قوله تعالى: "ولكنكم فتنتم أنفسكم وترابعتم وارتبتم وغرتكم الأماني" (الحديد: 14)، أي أوقعتموها في النفاق وأهلكتموها باستعمال المعاصي والشهوات.
  1. اشتباه الحق بالباطل: كما في قوله تعالى: "ولكن لا تفتنوا الله ورسوله" (التوبة: 65)، أي لا تشتبوا الحق بالباطل.
  1. الإضلال: كما في قوله تعالى: "ومن يرد الله فتنته" (المائدة: 41)، فإن معنى الفتنة هنا الإضلال.
  1. القتل والأسر: كما في قوله تعالى: "إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا" (النساء: 101)، والمراد: حمل الكفار على المؤمنين وهم في صلاتهم ساجدون حتى يقتلوهم أو يأسروهم.
  1. اختلاف الناس وعدم اجتماع قلوبهم: كما في قوله تعالى: "ولأضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة" (الأنفال: 73)، أي يوقعوا الخلاف بينكم.

إن القرآن الكريم يحذر من الفتنة بشتى أنواعها، ويحث المؤمنين على التحلي بالصبر والثبات أمام ابتلاءات الحياة، والابتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى الشرك والكفر أو الاضلال أو الفتنة بين الناس.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات