- صاحب المنشور: دنيا بن شماس
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم انتشارًا واسعًا لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأشخاص، خاصة فئة الشباب والمراهقين. هذه المنصات توفر فرص للتواصل والتعلم ومشاركة الأفكار، ولكنها قد تحمل أيضًا تحديات كبيرة تتعلق بالصحة النفسية. هذا المقال سيستكشف كيفية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين وكيف يمكن لهذه التأثيرات أن تكون إيجابية أو سلبية.
التفاعل الاجتماعي والإدمان:
يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تعزز الشعور بالانتماء وتوفر فرصة للمراهقين لتكوين صداقات جديدة والتفاعل مع الآخرين الذين يشتركون بنفس الاهتمامات. ومع ذلك، فإن الاستخدام الزائد لها قد يؤدي إلى الإدمان الذي يمكن أن يسبب مشاكل صحية نفسية مثل القلق والاكتئاب وفقدان النوم. وفقاً لدراسة أجرتها جامعة كامبريدج عام 2018، هناك علاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والإصابة بالاكتئاب لدى المراهقين. لذلك، من الضروري وضع حدود واضحة لاستخدام هذه الوسائل وضبط الوقت المناسب للاستراحة بعيداً عنها.
المقارنة الاجتماعية والشعور بعدم الكفاية:
واحدة من أكبر المشكلات الناجمة عن وسائل التواصل الاجتماعي هي مقارنة الذات مع الآخرين. غالبًا ما يتم عرض أفضل لحظات الحياة فقط على الإنترنت مما يخلق حالة من الوهم بأن الجميع يعيشون حياتهم بطريقة مثالية وناجحة أكثر بكثير مما هم عليه بالفعل. هذا النوع من المقارنات المستمرة قد يؤثر سلبياً على تقدير الذات ويولد شعوراً بعدم الكفاية لدى المراهقين وقد يؤدي إلى اضطرابات الأكل والأمراض العقلية الأخرى كالاكتئاب والقلق. وللتخفيف من آثار ذلك، ينصح بإشراك الشباب في محادثات حول طبيعة المحتوى المتداول عبر الانترنت وأنه ليس دائما دقيقاً ولا يعكس الحقيقة كلها.
التنمر الإلكتروني وآثاره الخطيرة:
التنمر الإلكتروني أصبح ظاهرة شائعة عبر مواقع التواصل، ويتعرض له الكثير من الأطفال والمراهقين بغض النظر عن جنسهم أو عرقهم أو ثقافتهم. ليس فقط أنه مؤذي للمتضرر منه بل إنه أيضا ضار اجتماعيًا حيث يقوم بتكسير الثقة بالنفس والعلاقات الشخصية والعاطفية للضحايا كما أنه ربما يدفع البعض منهم للإيذاء الذاتي أو حتى الانتحار حسب الدراسات الحديثة. ومن هنا تبرز أهمية دور الأسرة والمعلمين في تثقيف الطلاب حول مخاطر التحرش الرقمي وطرق حماية نفسهم منها بالإضافة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث هكذا Situations.
الفرص التعليمية والثقة بالنفس:
على الجانب الإيجابي، توفر الشبكة العنكبوتية موارد معرفية هائلة تمكن المستخدمين من التعلم والاستقصاء بشأن مواضيع مختلفة بصورة مستدامة وبسهولة نسبية بالمقارنة بوسائل التعليم التقليدية. كذلك تسمح لهم بمشاركة أعمالهم الفنية والفكرية أمام الجمهور الواسع الأمر الذي يعمل كمصدر كبير للدعم النفسي والثقة بالنفس خاصَّةً عندما يحصل عمل الشخص على رد فعل ايجابي من الغير .
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحاً ان تأثيرات وسائل الإعلام على سلامتنا النفسية متباينة تمام التباعد فقد نجد نفوذًا سلبيّا مضادا لقيمتنا ليحولنا لمجرد آلة لإرضاء طموحات خارجية زائفة بينما قد يستخدمها آخرون كنقط ارتكاز لفلسفته الخاصة نحو تحقيق ذاتيه بناء للغاية. إن المفتاح يكمن دوماً بين أيدي المستخدم نفسه وهو كيف سيتعامل بوعى ومعرفة بهذا الجهاز العملاق وماهي توقعاته منه وقيمه الحقيقية والتي لن تغيب تحت أي ظرف مهما كانت ظروف البيئة المحيطة به سواء أكانت افتراضيّة أم واقعيا فعليّاً!