الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وجعلنا من أهله، والصلاة والسلام على رسول الله، الذي جاء بالهدى ودين الحق. إن جهاد النفس في المحافظة على الصلاة هو من أعظم الجهادات وأجلها، فهو جهاد يواجه فيه المسلم نفسه الأمارة بالسوء، ويحاول أن يروضها على طاعة الله وعبادته.
في الحديث الشريف، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "جاهدوا أعداءكم بالقلب واللسان والمال والنفس"، وفي هذا الحديث إشارة واضحة إلى أهمية جهاد النفس في سبيل الله. فالصلاة هي عمود الدين، وهي أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما جاء في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي".
لجهاد النفس في المحافظة على الصلاة عدة وسائل وأساليب، منها:
- التذكير بالله: تذكر أن الله يراك ويسمعك، وأنك مسؤول عن كل حركة وسكنة. قال تعالى: "وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ".
- النية الصادقة: نية صادقة في المحافظة على الصلاة، مع العلم بأنها عبادة عظيمة وسبب لدخول الجنة. قال تعالى: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ".
- الاستعانة بالله: طلب العون من الله في جهاد النفس، فهو القادر على هدايتها وتوفيقها. قال تعالى: "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ".
- صحبة الصالحين: صحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة ويذكرون بالله. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله".
- التدرج في العبادة: لا يجب أن يكون التغيير جذريًا، بل يمكن البدء بخطوات صغيرة ثم التقدم تدريجيًا. قال تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".
- التوبة والاستغفار: عند الوقوع في الذنب، التوبة والاستغفار هما مفتاح قبول الأعمال. قال تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَق