ميراث أبناء الأخ: شروط الاستحقاق والآراء الفقهية

ميراث أبناء الأخ من الأمور المهمة في علم الفرائض، حيث يختلف استحقاقهم للميراث بناءً على عدة عوامل. وفقًا للشريعة الإسلامية، يمكن تقسيم أبناء الأخ إلى

ميراث أبناء الأخ من الأمور المهمة في علم الفرائض، حيث يختلف استحقاقهم للميراث بناءً على عدة عوامل. وفقًا للشريعة الإسلامية، يمكن تقسيم أبناء الأخ إلى ثلاثة أقسام: أبناء الأخ الشقيق، وأبناء الأخ لأب، وأبناء الأخ لأم.

ميراث أبناء الأخ الشقيق:

يرث أبناء الأخ الشقيق من غير تقدير، أي يأخذون جميع المال عند عدم وجود أحد من أصحاب الفروض. ومع ذلك، هناك شروط يجب توافرها لاستحقاقهم للميراث:

  1. عدم وجود أصل وارث ذكر، وهم الأب والجد.
  2. عدم وجود فرع وارث ذكر، وهو الابن وابن الابن وإن نزل.
  3. عدم وجود إخوة، سواء كان أخ شقيق أو أخ لأب.

فإن توفّرت هذه الشروط، فإن أبناء الأخ الشقيق يرثون جميع المال في حال عدم وجود أحد من أصحاب الفروض. ويكون نصيب الذكر مثل نصيب أنثيين، وذلك تطبيقًا لقول الله تعالى: (فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ).

ميراث أبناء الأخ لأب:

لا يستحق أبناء الأخ لأب نصيباً من الميراث إلا في حال توفر نفس شروط استحقاق أبناء الأخ الشقيق، مع إضافة شرط واحد:

  1. عدم وجود أبناء أخ شقيق.

وبناءً على ذلك، يمكن القول بأن أبناء الأخ لأب يرثون بالتعصيب في حال توفر هذه الشروط. يأخذون التركة كاملة عند عدم وجود صاحب فرض، وفي حال وجود صاحب فرض فإنهم يأخذون باقي التركة بعد توزيع النصيب الذي قدّره الشارع لصاحب الفرض.

ميراث أبناء الأخ لأم:

يعد أبناء الأخ لأم من ذوي الأرحام، وبالتالي لا يرثون شيئاً من المال في حال وجود صاحب فرض -غير الزوجين- أو صاحب عصبة. ومع ذلك، هناك اختلاف بين المذاهب الفقهية حول استحقاقهم للميراث في حال عدم وجود أحد من أصحاب الفروض أو العصبات:

  • يرى الحنفية والحنابلة أن أبناء الأخ لأم يرثون كامل التركة في حال عدم وجود أحد من أصحاب الفرض أو العصبة، ويرثون ما بقي منها في حال وجود أحد الزوجين.
  • بينما يرى المالكية والشافعية أن أبناء الأخ لأم لا يرثون مطلقاً، وإن التركة في حال عدم وجود أحد من الورثة تذهب إلى بيت مال المسلمين، وفي حال وجود أحد الزوجين فإن ما بقي منها يُعطى لبيت مال المسلمين.

في الختام، يجب التأكيد على أهمية مراجعة المحاكم الشرعية أو مشافهة أهل العلم عند التعامل مع قضايا الميراث، حيث أن أمر التركات أمر خطير وشائك للغاية.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات