البلد الطيب: تفسير آية (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه)

تُعتبر آية "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه" من الآيات البالغة الدلالة في سورة الأعراف، حيث تُشير إلى مبدأ التمييز بين المؤمن والكافر من خلال تشبيه ح

تُعتبر آية "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه" من الآيات البالغة الدلالة في سورة الأعراف، حيث تُشير إلى مبدأ التمييز بين المؤمن والكافر من خلال تشبيه حالهما بحالة الأرض الطيبة والخبيثة.

يُشير القرآن الكريم في هذه الآية إلى أن البلد الطيب، أي الأرض الخصبة والطيبة، تخرج نباتها بإذن الله وتيسيره، مما يُعبر عن غزارة النبات وجماله وكثرة نفعه. هذا التشبيه يُستخدم لوصف المؤمن الذي يستقبل الهدى والعلم ويستفيد منه، كما ينبت النبات في الأرض الطيبة.

في المقابل، يُشير "الذي خبث" إلى الأرض السبخة التي لا تخرج نباتها إلا نكداً، أي قليلاً وبمشقة. هذا التشبيه يُستخدم لوصف الكافر الذي يسمع الهدى والعلم ولكنه لا يستفيد منه ولا ينتفع به، تماماً كما لا ينبت النبات في الأرض السبخة.

وتُختتم الآية بقوله تعالى: "كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون"، مما يعني أن الله يبين الآيات ويُوضحها لقوم يعترفون بنعمته ويُشكرونه عليها.

ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي تُعلق على هذه الآية حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير..."، مما يُوضح تشبيه المؤمنين بالأرض الطيبة التي تستقبل الهدى والعلم وتنتفع به.

وبالتالي، تُعتبر آية "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه" من الآيات التي تُبرز التمييز بين المؤمن والكافر من خلال تشبيه حالهما بحالة الأرض الطيبة والخبيثة، وتُؤكد على أهمية الاستفادة من الهدى والعلم الذي يُرسله الله تعالى.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog Mensajes

Comentarios