ابن قدامة المقدسي، واسمه الكامل أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجهني الحنبلي، يعد أحد أعظم العلماء والمؤرخين في التاريخ الإسلامي. اشتهر بشخصيته العلمية الواسعة ومساهماته القيمة في مختلف المجالات الدينية والأدبية. فيما يلي قائمة بأشهر كتبه التي تعكس تنوع معرفته وتعمق تفكيره:
- "المغني": يعتبر هذا الكتاب من أهم الأعمال القانونية الإسلامية وأكثرها تأثيرًا. يشرح المغني بشكل مفصل مبادئ الشريعة الإسلامية والقواعد الفقهية للحنابلة. وهو مصدر أساسي للباحثين والفلاسفة الذين يستندون إلى مدرسة فكر حنبلية الحقوق.
- "الكافي في فقه الإمام أحمد": يتميز كتاب الكافي بتقديم شرح موجز ومباشر للقواعد الفقهية الرئيسية للإمام أحمد بن حنبل، مؤسس المذهب الحنبلي. رغم بساطته مقارنة بالمغني، إلا أنه يحتوي على معلومات غنية ومتكاملة حول العديد من المواضيع الشرعية الهامة.
- "الروضة الندية في شرح التحفة العُمرِيّة": تتناول هذه الرواية شرحاً مفصلاً لكتاب "التحفة العمرية"، وهو دليل سلوكي عملي لأداء الطقوس اليومية للمسلمين وفقا لمذهب أبي عمر عمر بن عبد العزيز البردة. إنها توفر نظرة ثاقبة لتطبيق المعرفة النظرية للشرائع على الحياة العملية للمجتمع المسلم.
- "شرح القصيدة النونية": تشتهر قصيدتي نونية ابن القيم وابن دقيق العيد كدليل شعري شامل لكل جوانب الدين الإسلامي. يوفر شرح ابن قدامه لهذه القصائد فهمًا عميقًا ومعرفة متعمقة بمحتواها الصوفي والمعرفي الغني.
- "الأمثال": يعرض أمثاله مجموعة متنوعة من الحكم والحكايات والحِكم المستوحاة من الثقافة العربية والإسلامية القديمة. ويظل مرجعاً هاماً لفهم العقل الاجتماعي والتقاليد الأخلاقية للأجيال المتعاقبة منذ القرن الثالث عشر الميلادي حتى يومنا هذا.
كل واحدة مما سبقت ذكره تضرب بجذورها في تراث ثقافي وفكري ضارب الجذور، وتقدم لنا نظرة نادرة حول رؤية عالم كبير مثل ابن قدهما للعالم وللممارسات البشرية وسلوكياتهما الاجتماعية والدينية. إن ثراء محتواه واتساع معرفته هما ما جعل منه رمزاً بارزاً ضمن تاريخ الفكر الاسلامي والعربي الكبير.