عُرف عيد الهالوين منذ القدم، ويعد واحدًا من أهم الأحداث الثقافية التي تحتفل بها العديد من الدول حول العالم، خاصةً المملكة المتحدة وأمريكا الشمالية وغيرها. هذا اليوم، الذي يأتي يوم الثلاثاء الأخير قبل يوم الفصح حسب التقويم الجريجوري، يعود تاريخه إلى العادات الوثنية القديمة لقبائل سلتيك والتي كانت تعيش في مناطق غرب ووسط أوروبا، بما في ذلك أيرلندا وبريطانيا وسواحل شمال فرنسا حاليًا.
في تلك الفترة، كان السكان المحليون يعتقدون بأن حدود العالم بين الأحياء والأموات تصبح رقيقة للغاية خلال فترة ما بعد حصاد الخريف، مما يسمح للأرواح الضالة بالعودة إلى عالم البشر المؤقت لمدة سنة أخرى. لذلك، كانوا يحتفلون بيوم Samhain - وهو الاسم القديم لعيد الهالوين - كوسيلة لإرضاء هذه الأرواح ودفع الشر عنها.
كانت الاحتفالات تتضمن مجموعة متنوعة من الطقوس والتقاليد مثل ارتداء الأقنعة لحماية النفس من الأرواح الشريرة، وممارسة الرقصات الشعائرية والنيران الاحتفالية. كما اعتاد الناس على تقديم الطعام والشراب للزوار غير المرئيين الذين يمكن أن يكونوا إلهيّين أو أشباح الموتى وفقاً لتراثهم الديني والمعتقدات الشائعة آنذاك.
مع مرور الوقت وتغيير العقائد والمذاهب الدينية المختلفة، تحول شكل وحجم عطلة Samhain تدريجيًا. مع دخول المسيحية المنطقة وجدت بعض الكنيسة طريقة لتكييف الحدث التاريخي في التاريخ المسيحي، فتم دمج يوم "كل القديسين"، والذي تم تحديده لاحقا ليوافق الثالث عشر من نوفمبر، بينما أصبح الثاني منه يسمى "كل الأشباح". ومع انتقال المستعمرات الأوروبية إلى الأمريكتين، بدأت عناصر هالوين الحديثة تأخذ شكلها الحالي مع اختلاطه بالتأثيرات الأمريكية الأصلية أيضًا.
اليوم، يتميز عيد الهالوين بتصميماته المرتبطة بالأشباح والعناكب المخيفة وخرافات الليل الغامض بالإضافة إلى قرع القرع وزينة الحلوى الشهيرة. لكن جوهر المناسبة لم يتغير كثيرا؛ فهو يبقى فرصة للتذكر والاستحضار الجميل لأجدادنا ولإشعال النار وسط الظلام بطريقة فريدة وملونة. إنها دعوة للاحتفاء بالعالم المتعدد والثراء المتنوع للعادات العالمية بمختلف عصورها وطوائفها.