الحمد لله الذي أرسل رسوله رحمة للعالمين، والصلاة والسلام على من بعثه هاديًا ومبشرا ونذيرا، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
يعد الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من الأمور التي اختلف فيها العلماء، فبينما يرى بعضهم مشروعية الاحتفال به، يرى آخرون أنه بدعة محدثة في الدين. وفيما يلي نستعرض مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، مع بيان حكمها الشرعي بناءً على الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية.
مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:
- قراءة المولد:
- قال ابن تيمية رحمه الله: "فتعظيم المولد، واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم". (اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية 1/297)
- لكن يجب التنبيه إلى أن أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، كما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله. (شرح المواهب اللدنّيّة للزرقاني)
- إقامة المحاضرات والندوات:
- سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن إقامة المحاضرات والندوات بمناسبة المولد النبوي، فأجاب: "إذا خطب الخطيب خطبة الجمعة، وذكر فيها مبدأ بعث الرسول صلى الله عليه وسلم، وشيئًا من حياته، فلا يعتبر بدعة؛ لأن هذه الخطبة موجودة، خطبة الجمعة ثابتة من قبل". (لقاء الباب المفتوح)
- لكن إذا كانت المحاضرات والندوات تهدف إلى الاحتفال بالمولد النبوي نفسه، فهي من وسائل البدعة، كما جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء.
- تأليف الأشعار:
- قال الإمام زيني دحلان رحمه الله: "ومن تعظيمه صلى الله عليه وسلم الفرح بليلة ولادته، وقراءة المولد". (الدّرر السنيّة 190)
- لكن يجب أن تكون الأشعار متوافقة مع الشرع، ولا تحتوي على أي بدع أو مخالفات شرعية.
حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:
- يرى بعض العلماء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشروع، استنادًا إلى الأدلة التي ذكرت سابقًا.
- بينما يرى آخرون أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بدعة محدثة في الدين، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". (رواه البخاري ومسلم)
- كما أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يفعلوا ذلك، وهو دليل على عدم مشروعية الاحتفال به.
خلاصة:
في النهاية، يجب أن نذكر أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هو مسألة خلافية بين العلماء. وعلى المسلم أن يت