التاريخ هو سجل للأحداث عبر الزمن، ويستخدم البشر تقاويم مختلفة لتتبع هذه الأحداث بشكل منهجي ومنظم. هناك نوعان رئيسيان شائعان للتقاويم هما الهجري والميلادي، ولكل منها تاريخها وأصولها الخاصة التي تؤثر على استخداماتها وتطبيقاتها اليومية.
- التقويم الهجري: يُعتبر التقويم الهجري أحد أهم التقاويم الدينية والثقافية في العالم الإسلامي. تم إنشاؤه بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة عام 622 ميلادياً، مما يجعل هذا الحدث نقطة البداية لهذه الحسابات الزمنية. يتكون التقويم الهجري من اثني عشر شهراً قمرية كل شهر منها يتراوح ما بين 29 إلى 30 يوماً بناءً على مراحل القمر. هذا يعني أن العام الهجري أقصر بحوالي 11 يوماً مقارنة بالعام الميلادي بسبب الفارق بين طول الشهر القمري وطول الأرض حول الشمس. الأحرف الأولى لشهور السنة الهجرية هي: محرم وصفر وربيع الأول وربيع الآخر وجمادى الأولى وجمعة الثانية وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة ودحور القعدة.
- التقويم الميلادي: يعرف أيضاً بتقويم غريغوري نسبة للعالم اليوناني كلاوديوس توليماكس في القرن الثاني قبل الميلاد والذي طور نظام حساب سنوات متساوٍ مع حركة الشمس والأرض حول النجوم الثابتة. يتم تحديد بداية السنة الجديدة عادة في يوم ١ يناير من كل عام وهو موسم رأس السنة الغربية المسيحية والتي ترتكز أساساً على ولادة السيد المسيح حسب العقيدة المسيحية. ويتألف التقويم الميلادي من اثنتي عشرة شهراً تتوافق مدتها مع المواقع الفلكية للأجرام السماوية مثل انقلاب الشتاء والصيف وغيرها. وفي حين أنه ليس له علاقة مباشرة بالإسلام إلا انه أصبح يستخدم عالمياً لأسباب عملية وعلمية منذ اختراع الساعة والساعة الذرية الحديثة التي جعلته الطريقة الأكثر دقة لرصد الوقت العالمي الموحد.
على الرغم من الاختلاف الكبير فيما بين هذين النظامين للحساب فإن لكل منهما دوره الخاص سواء كان ذلك مرتبطا بالأعياد الدينية الإسلامية أو الرصد العلمي للظواهر الطبيعية المختلفة وما يتعلق بها من دراسات ومشاريع بحثية متخصصة تتطلب حساسية عالية للمدة الزمنية والدقة الرياضية المرتبطة بذلك الأمر.