يشكل عالم الأحلام منطقة واسعة ومتنوعة من التفسيرات والمعاني التي يمكن أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتنا اليومية والدينية. عندما نتحدث عن حلم مثل "تقبيل الرأس"، فهو رمز له العديد من التأويلات وفقًا لما جاء في النصوص الشرعية والتراث الفقهي.
وفق التعاليم الإسلامية، تعتبر رؤية تقبيل الرأس واحدة من الرؤى الحميدة التي تحمل دلالات متعددة، وذلك بناءً على تفسيرات علماء المسلمين القدامى مثل ابن شاهين وابن سيرين وغيرهما. وقد أكدوا أن هذه الرؤية قد تشير إلى تحقيق الأمنيات والقضاء على المشاكل والصعوبات، بالإضافة إلى نيل بركات ونعم كثيرة. فهي تمثل أيضاً محبة وعلاقة جيدة مع الآخرين، سواء كانوا أقارب أو أشخاص معروفين لدى الرائي. وفي حالات أخرى، قد تكون مؤشراً نحو الحصول على مكاسب مادية ومعنوية كبيرة خلال الفترة المقبلة من حياة الشخص الحالم.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه عند النظر في شخصية المتلقّي للتقبيل داخل الحلم نفسه - إن كان رجلاً، طفلاً، ميتاً... إلخ.- تتغير المعاني قليلاً. فعلى سبيل المثال، إذا رأيت نفسك تقوم بتقبيل شخص آخر كبار السن الذين عرفتهم سابقاً، فذلك يعني احتمالية استفادتك منه بطريقة ما سواء كانت معرفياً أو حتى مادياً. أما بالنسبة لتقبيل الميت، فتكون الرسالة فيه أكثر عمومية وغامضة نسبياً. ولكن بشكل عام، توصي معظم التفسيرات بأن هذا النوع من الاحلام يوحي بإيجابيات وانتصار كبير لنفسك مستقبلًا.
وبالنسبة للسيدات تحديداً، يعتبر تقبيل الرأس علامة حميدة أيضًا. إذ يقول البعض إنه يبشر بزواج سعيد وزوج صالح سيجلب لها الراحة والسعادة. كما يمكن اعتباره دليل على زيادة الثروة والنعم الأخرى خلال العام التالي للحلم مباشرة.
لكن تجدر الإشارة إلى ضرورة توخي الحذر وعدم الاعتماد بشكل مطلق على هذه الروايات والاستنتاجات حول معناها العملي للحياة الواقعية. فالرسائل المخفية خلف أحلامنا ليست سوى نظريات مفتوحة للتفسير والتفكير العميق فيما يحدث لنا يومياً خارج دائرة اليقظة. لذلك ينصح القرآن الكريم باتباع نهجي التحمد والشكر تجاه كل رؤى الطيران المبهجة والتي تخيف كذلك والتي تنظر إليها بنظرة شكوكيه قبل تبادل أفكارنا بشأنها مع المقربين ممن نثق بهم فقط. وهذا هو السبيل الأمثل لمعرفة الحقائق الخفية الموجودة في أعماق نفوسنا وجهودنا الإنسانية المستمرة كي نسعى لتحقيق طول العمر والمجد الأخروي بصرف النظر عما نواجهه الآن!
