عيد الأمهات في تونس: تاريخ هذا العيد واحتفالاته الشعبية

في ظل أجواء الفرح والاحترام، تحتفل تونس سنوياً في الحادي والعشرين من مارس باليوم العالمي للأُمّ، وهو حدث يتميز بإظهار الامتنان والتقدير لتضحيات وأعمال

في ظل أجواء الفرح والاحترام، تحتفل تونس سنوياً في الحادي والعشرين من مارس باليوم العالمي للأُمّ، وهو حدث يتميز بإظهار الامتنان والتقدير لتضحيات وأعمال الآباء المحبة. تعكس مظاهر الاحتفال في تونس تنوع ثقافي غني وتعبيراً صادقاً عن الرغبة في الاعتراف بدور الأمومة المهم في المجتمع.

نشأة فكرة عيد الأم

تعود جذور إطلاق "عيد الأم" إلى القرن الثامن عشر, حيث أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية هذا التقليد برعاية ناشطة اجتماعية تُدعى آنا جارسفيلد. ثم انتشر لاحقا عبر القارات, مستندا إلى معتقدات دينية وثقافية متنوعة. بالنسبة للدول الإسلامية والعربية بما فيها تونس, يمكن اعتبار الصحافة المصرية تطورت الموضوع عندما اقترح الشيخ علي أمين مؤسس جريدة "أخبار اليوم", ترقية هذا اليوم إلى عطلة وطنية رسمية تقديرا لدور الأمهات الرائع.

فعاليات متعددة أثناء مهرجان الحب للأمهات في تونس

تشهد البلاد طوال الشهر مجموعة كبيرة من الأنشطة المصاحبة لهذه المناسبة العزيزة. أحد أكثر تلك الأحداث رواجا هو تنظيم وزارة الاتصالات حملة لحملة زراعة الزهور والأزهار البرية في شوارع المدن الرئيسية كتعبير جمالي وفني للحب تجاه الأمهات. كما تقدم العديد من المؤسسات التجارية وحاضنات الأعمال عروضا وتخفيضات خاصة تجذب العملاء خلال الفترة نفسها. بالإضافة لذلك, يستغل أبناء وبنات الوطن فرصة تقديم هدية صغيرة رمزية قد تكون مجوهرات مصاحبة بصورة الشخص المقرب منهم كتحية لشخصيته الخاصة.

وجه نظر حول دور العمل الاجتماعي للمرأة بالمغرب العربي

رغم انتشار شعبيته, واجه عيد الأم نقدا أيضا بسبب التركيز غير المتوازن بين الجنسين وفق بعض المهتمين بحركة الدفاع عن حقوق الأنثى بالساحة المغاربية. يدعو هؤلاء النقاد لاستخدام الفرصة للتركيز على قضية حرمان النساء عموما مما يسمونه ظلم مجتمعي مركزي ضد الإناث داخل التصنيف الجنسي العام وليس مجرد الاحتفاء بذاته الخالصة يوم واحد فقط في السنة - وإن كان ذلك مهم جدا كذلك- ولكنه يلزم توسيع مدى شموليته نحو إدراج كافة أشكال الظلم التاريخي والمستمر والذي يشوب حياة السيدات نساء الرجال مهما بلغتا مراحل الحياة المختلفة.

وفي النهاية, يبقى عيد الأم في تونس وسائر دول المنطقة علامة بارزة تضم الناس جميعا تقريبا لقراءة القصائد وإبداعات الشعر والإلقاء الحر والحنين لمن فقدوه واتخاذ الخطوات اللازمة لنقل رسالة واحدة واضحة لكل شخص يحظى بنعمة وجود شخص محبوب يحمل اسم الـأم: شكرا لك!


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer