يعد عيد الفصح واحداً من الأعياد الرئيسية لكل من الديانة اليهودية والمسيحية، ويتمتع بسياق ومعنى خاص لكل ديانة. فهو ذكرى مهمة للتاريخ والثقافة والتراث الروحي داخل المجتمعات اليهودية والمسيحية.

عيد الفصح اليهودي

يحتفل اليهود بعيد الفصح لتذكر خروج الشعب اليهودي من العبودية في مصر القديمة تحت قيادة النبي موسى. هذا الحدث التاريخي مسجل في الكتاب المقدس اليهودي (التوراة)، خاصة في سفر الخروج. يستمر الاحتفال لمدة 7 أو 8 أيام، تبدأ الليلة الأولى منها بما يعرف بـ "ليلة الحضر"، حيث يجتمع أفراد الأسرة حول مائدة الطعام لقراءة القصص المرتبطة بالعبور من العبودية والاستماع إلى ترانيم تحمل تلك الرسالة. خلال هذه الفترة، يتم تجنب تناول المخبوزات المخمرة واستبدالها بالخبز المسطح ("المتزوة").

طقوس عيد الفصح اليهودي

تشمل مراسم عيد الفصح عدة عناصر رمزية، مثل حرق المواد الغذائية المخمرة كجزء من عملية التطهير الروحي. وفي نهاية الليل، تفتح الأبواب للدعوة للأنبياء، وعلى رأسهم النبي إلياس، ليبارك البيت ومن فيه. تعتبر هذه المناسبة فرصة لإعادة النظر في قصص الماضي وتعزيز الروابط العائلية.

عيد الفصح المسيحي

بالنسبة للمسيحيين، يعد عيد الفصح احتفالاً بقيامة يسوع المسيح بعد موته وصليبه. يعكس هذا اليوم أهمية الرجاء والحياة الجديدة، وهي رسالة أساسية في العقيدة المسيحية. يتم تحديد الموعد الرسمي لعيد الفصح بأنه أول يوم أحد بعد اكتمال القمر مباشرة يقع بعد اعتدال الربيع. قبل بدء الاحتفالات، يمارس العديد من المسيحيين صياماً دامياً استعداداً لهذه المناسبة الروحية المهمة.

طقوس عيد الفصح المسيحي

بعد قداس عيد الفصح المبكر صباح ذلك اليوم، تقضي العائلات عادة وقتها سوياً بتبادل الزيارات والاحتفالات بالحلويات والمعجنات الملونة وغيرها من مظاهر الفرحة الموسمية. تشترك الطائفتان اليهودية والمسيحية في استخدام اللون الأخضر والأصفر والبرتقالي ولون بيض الشوكولاتة كمظاهر بارزة لهذا الاحتفال السنوي. بالإضافة لذلك، يحافظ المسيحيون أيضًا على ارتباط عميق بكثير من الأدوات المستخدمة من قبلهم وبقية العربدة اليهودية فيما يتعلق برواية رحلات عبور البحر الأحمر ونقل المعنى التشبيهى لمفهوم 'العبر'.