في العقود الأخيرة، أصبح مصطلح "التنمية المستدامة" حديثاً يؤرق الحكومات والشركات وأفراد المجتمع حول العالم. يعود الأصل لهذه الحركة البيئية إلى مجلة برونتلاند الشهيرة الصادرة سنة ١٩٨٧ والتي تناولت التأثيرات الضارة الناجمة عن نمو اقتصادي متسارع وعولمة غير مدروسة. تنبأت تلك الدراسة بأن الاستخدام المفرط لموارد الأرض والانبعاثات الضارة ستسبب عواقب وخيمة ما لم يتم وضع حلول فورية. بناءً على توصيات لجنة برونتلاند، سنناقش هنا الخطوات العملية نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة كما حددتها الأمم المتحدة ضمن خطتها حتى العام ٢٠٣٠.
أولا، هناك حاجة ماسة لرفع مستوى الوعي العام بالتحديات العالمية. ينبغي تثقيف الناس حول أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة وكيف تساهم مساهمتهم الشخصية في التغيير الإيجابي. تعد وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام التقليددي أدوات فعالة لنقل الرسائل البيئية وتعزيز قيم المسؤولية والاستدامة. إن تشجيع الإندماج المجتمعي يشجع المواطنين على الانخراط الفعال وممارسة دور فعال في صنع القرار.
ثانيا، يعد التنسيق الدولي محورًا أساسيًا لإنجاز مشاريع ضخمة تتطلب موارد بشرية ومعنوية كبيرة. ومن شأن تضافر الجهود والتعاون الوثيق بين المؤسسات العامة والخاصة أن يسهم في تبادل الخبرات والمعارف، وبالتالي خفض تكلفة تنفيذ البرامج المتعلقة بالموضوع نفسه.
كما أنه من الواضح أن شباب اليوم هم سفراء المستقبل؛ فهم طاقة نابضة بالحماس والقابلية للتكيف مع الأفكار الجديدة والابتكارية. لذا، يكمن مفتاح نجاح مبادرات التنمية المستدامة في قدرته هؤلاء الشباب على تقديم أفكار خلاقة وتطبيقها بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، يستطيع المجتمعات المحلية - باعتبارها الأكثر دراية بطبيعة احتياجات المنطقة ونقاط قوة ضعفها – تطوير حلول مبتكرة تلبي ظروفها الخاصة بما يحقق غايتها النهائية وهي الوصول للاستدامة.
تهدف أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر التالية الى تحقيق تقدم شامل ومتوازن بينما تستهدف القضاء على الفقر والجوع عالمياً. تضمن أولويات مثل تعزيز حقوق الإنسان وحماية البيئة حق الإنسانية بالقسم العادل من الثروة الطبيعية للأرض ورعاية كوكب صالح للسكن لكل الأجيال المقبلة.:
١) القضاء على الفقر بكل أشكاله وفي كل مكان بالعالم؛
٢) القضاء جذرياً علي الجوع وتوفير الأمن الغذائي;
٣) تأمين الرعاية الصحية الملائمة للحياة لأجل الجميع ؛
٤) جعل التعلم بجودة عالية وشاملة أمر ممكن لكل الأطفال بمختلف طبقاتهمsocial والنظام التعليمي ;
٥) تعزيز المساوات جنسيا وتمكين النساء والأطفال الفتيات .
٦) ضمان توفر المياه النقية والصرف الصحّي الآمن لكافة البشر الأحياء؛
٧)Provision of affordable, reliable, sustainable, and modern energy for all;
٨) زيادة فرص العمل المنتج واستقرار العمل المأمون؛
٩) تحديث الهيكل الأساس لمنشآتنا لاستمرار عملية التصنيع الانتاجي بدون انقطاع؛
١٠ ) مكافحة الاختلاف الطبقي داخل الدولة نفسها وكذلك خارج حدود الدول ذاتها سواء منها الفقير منها أم الفقير الأخرى أيضا!
١١) الحدُّ المُسبَق لتغير المناخ وانحساره تدريجياً لصالح بيئة صحية نظيفة سالِفة حالِـكه ..الخ ..الخ ..الخ ...
هذه مجرد بداية رحلتنا الطويلة ولكن قابلة للإتمام لو اجتمعت كافة الأطراف ذات الرسمية سوية ابتداءً مِنْ السياسيين مرورًا بالأعمال التجارية وصاعدا للجماهير الغفيرة.. إنها مسؤوليتنا جميعا لبناء عالمٍ أكثر سلامًا وعدالة–وبالطبع--مستدامًا أيضًا!!