في رحلتنا عبر التاريخ والمواقع العالمية البارزة, يصعد علم "Space Dome"، الموجود في مدينة إسلام آباد الباكستانية, ليحتل مكانته كواحد من أكبر وأبرز المعالم الفلكية حول العالم. هذا العملاق الشاهق ليس مجرد هيكل كبير؛ بل هو شهادة على الإنجازات الإنسانية والتطور المعرفي.
بُني بشكل رئيسي كتذكير بتراث باكستان الغني في مجال الفضاء, يبلغ طول علم Space Dome حوالي 62 متر وعرضه أكثر من 84 متراً, وهو ما يعادل تقريباً حجم ملعب كرة القدم الأمريكي التقليدي. تصميمه الهندسي الرائع والمذهل يتكون من ثلاثة أقسام أساسية: القبة الرئيسية التي تصور النظام الشمسي والقاعدة الدائرية وبرج مراقبة مركزية. كل جزء منها يعمل جنبًا إلى جنب لخلق تجربة تعليمية فريدة ومتكاملة للزوار.
القبة الرئيسية تعتبر النقطة المحورية للعلم وتوفر عرضاً ثلاثي الأبعاد مذهلاً للسماء المرصعة بالنجوم بما فيها المجرات والكواكب والأجرام الفلكية الأخرى. الهدف الرئيسي من هذه القطعة الحيوية هو تقديم دروس عملية واضحة وبسيطة حول علوم الفلك للأطفال والشباب بطريقة مسلية ومثيرة للاهتمام.
أما بالنسبة للقاعدة الدائرية فهي منطقة مفتوحة تشجع الزوار على الاسترخاء والاستمتاع بالأجواء الخارجية الجميلة بينما يستمعون إلى القصص العلمية المثيرة. هنا يمكن للباحثين هواة وعشاق الرياضيات والفلك اغتنام الفرصة لإلقاء نظرة فاحصة على الأشياء الفلكية الشهيرة مثل نجم شمسي مركزي مصغر وخرائط مفصلة للنظام الشمسي.
وفي قلب التصميم يوجد برج المراقبة المركزي - نقطة تجمع مثالية لسكان المدينة الذين يحبون القيام برحلات استكشافية نهارية خلال عطلات نهاية الأسبوع للاستمتاع بمناظر بانورامية خلابة للمدينة نفسها وللحصول أيضًا على رؤية مباشرة لما يحدث داخل قبة Space Dome.
إن وجود أكبر العلم في العالم في العاصمة الوطنية لهذه الدولة يؤكد رغبتها الواضحة في تكريم تاريخ البلاد الثقافي والعلمي مع التركيز أيضًا على المستقبل المنظور للتقدم الأكاديمي والإبداع الحضاري.