لقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة اتفاقية مكافحة الفساد في عام 2003 بهدف خلق إطار عالمي لمواجهة هذه الآفة الاجتماعية الخطيرة. تشكل الاتفاقية واحدة من أهم الأدوات الدولية التي تسعى إلى تعزيز الشفافية والحكم الرشيد وتشجيع الامتثال للقوانين المحلية والدولية المتعلقة بمكافحة الفساد.
هذه الاتفاقية تتكون من ثلاثة أجزاء أساسية وهي الأحكام التحضيرية، والأحكام ذات الطبيعة الاستراتيجية، والأحكام العملية التنفيذية. فيما يخص الأحكام التحضيرية، فهي تحدد نطاق ومتطلبات الاتفاقية وكيفية تنفيذها. أما الجزء الثاني فهو يرسم استراتيجيات شاملة لتحديد المشكلة ومكافحتها بما يشمل التعليم والتوعية والتدريب القانوني المناسب.
وفيما يتعلق بالأحكام العملياتية، فإنها توفر مجموعة واسعة من التدابير التشريعية والقانونية لردع الأنشطة الفاسدة والعقاب عليها عند حدوثها. هذا يشمل حماية الشهود والمبلغين عن المخالفات، والتعاون الدولي في مجال تبادل المعلومات ومعاقبة مرتكبي الجرائم عبر الحدود الوطنية.
بالنظر إلى الهدف الرئيسي للاتفاقية وهو الحد من انتشار الفساد وتحسين مستوى الحكم الصالح، يمكن القول أنها قد حققت تقدماً ملحوظاً منذ اعتمادها حتى الآن. رغم وجود العديد من التحديات، إلا أن تواجد مثل هذه الوثيقة القانونية العالمية يساعد بشكل كبير في تعزيز الحوار العالمي حول قضايا مكافحة الفساد وزيادة الضغط السياسي والاجتماعي للمزيد من الإجراءات الفعالة.