كان الدكتور محمد البرادعي رمزاً بارزاً للدبلوماسية المصرية والعربية خلال العقود الأخيرة. ولد هذا الرجل المتميز عام 1942 في القاهرة، وترعرع وسط عائلة ذات خلفية علمية مرموقة. بعد حصوله على شهادة الهندسة النووية من جامعة القاهرة، بدأ مسيرته العملية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، حيث برز كواحد من أكثر الخبراء تقديراً لخبرته الواسعة في مجال الطاقة النووية والأمن الدولي.
تدرج البرادعي سلم المناصب داخل الوكالة حتى أصبح المدير العام لها بين عاميّ ١٩٩7 و٢٠٠٩, مما جعله أول عربي يشغل هذا المنصب الرفيع. خلال فترة رئاسته، حقق العديد من الإنجازات التي عززت مكانة الوكالة عالمياً. ومن أبرز إنجازاته توقيع معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية واتفاقيات مهمة أخرى متعلقة بالرقابة على انتشار الأسلحة النووية والمواد المشعة الخطرة.
بعد تقاعده من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، انضم البرادعي إلى العمل السياسي محاولاً تحقيق رؤيته حول مستقبل مصر والعالم العربي. أسس حزب الدستور وأصبح أحد رواد ثورة يناير ٢٠١١، والتي أدت لاحقاً لإزاحة نظام الرئيس السابق حسني مبارك. حصل بسبب دوره البارز فيها على جائزة نوبل للسلام عام 2005.
على الرغم من اعتراف العالم بمكانته العالمية وإنجازاته العديدة، إلا أنه واجه تحديات سياسية كثيرة أثناء عمله في السياسة المحلية. رغم ذلك، ظل البرادعي صوتا قويا يدافع عن الحرية والديمقراطية والتقدم الاجتماعي عبر مختلف المواقع والقنوات الإعلامية والدبلوماسية المتعددة الجوانب. توفي عام 2020 تاركا وراءه تراث دبلوماسي ونشاط مدني متميّزين يلهم الأجيال القادمة.