- صاحب المنشور: سليمان الجوهري
ملخص النقاش:في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، خاصة بين فئة الشباب. بينما توفر هذه المنصات فرصاً للتواصل والتعلم والتعبير عن الذات، إلا أنها قد تحمل أيضًا بعض الجوانب السلبية التي تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للعديد من المستخدمين. دراسات حديثة تشير إلى وجود علاقة مباشرة بين زيادة الوقت الذي يقضيه الأفراد عبر الإنترنت وبين ظهور أعراض القلق، الاكتئاب، ومشاكل ذات صلة بالصحة النفسية الأخرى. هذا التأثير السلبي غالبًا ما يعزى إلى عوامل متعددة مثل المقارنة الاجتماعية غير الصحية، الضغوط لتقديم صورة مثالية، والإفراط في التعرض للمحتوى المحبط أو العدواني.
بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة الخصوصية وعدم القدرة على التحكم الكامل فيما يتم نشره وكيف يمكن استخدامه من قبل الآخرين يضيفان طبقة أخرى من التوتر النفسي. هناك أيضاً مشكلة هامة وهي تأثير الأجهزة الإلكترونية على نوعية النوم وأوقات الراحة، حيث إن الاستخدام المفرط لها في المساء يؤدي غالبًا إلى اضطرابات النوم مما يساهم أكثر في تدهور الحالة العقلية والعاطفية للشباب.
الآثار الإيجابية المحتملة
على الجانب الآخر، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تكون أدوات فعالة لدعم الصحة النفسية إذا تم استخدامها بطريقة صحية. فهي توفر شبكات دعم اجتماعي مهمّة، ومنابر لنشر الوعي حول المواضيع الحساسة كالصحة النفسية والدعم الذاتي. كما أنها تتيح الوصول إلى مجموعة واسعة من الموارد التعليمية والموضوعات المثيرة للاهتمام التي تسهم في توسيع نطاق المعرفة وتنميتها.
مفاتيح لاستخدام آمن وصحي
لتقليل الآثار السلبية وتعظيم الفوائد، ينصح الخبراء باتباع عدة خطوات: وضع حدود زمنية محددة للاستخدام اليومي، اختيار محتوى مفيد وإيجابي، تقوية العلاقات الواقعية مع الأقارب والأصدقاء خارج العالم الافتراضي، واستخدام الأدوات المتاحة للإعدادات الأمنية لحماية البيانات الشخصية ضد سوء الاستخدام.
وفي النهاية، يبقى دور الأسرة والمعلمين والقادة المجتمعيين حيويًّا للغاية في تثقيف الشباب حول كيفية تحقيق توازن صحي بين عالم الشبكة العنكبوتية وعوالم الحياة الحقيقية المختلفة.