رحلة نيلسون مانديلا النضالية: من ناشط ضد الفصل العنصري إلى أول رئيس أسود لجَنوب أفريقيا

كان نيلسون روليهلاهلا مانديلا رمزاً للتسامح والحرية العالمية منذ ولادته في 18 يوليو 1918 في ترانسكاي، جنوب أفريقيا. رغم وفاة والده مبكرًا، إلا أنه ظل

كان نيلسون روليهلاهلا مانديلا رمزاً للتسامح والحرية العالمية منذ ولادته في 18 يوليو 1918 في ترانسكاي، جنوب أفريقيا. رغم وفاة والده مبكرًا، إلا أنه ظل محتفظًا بإلهام كبير عبر شخصية المغاتما غاندي، الذي علمه ضرورة السلام والاستقامة الأخلاقية حتى تحت وطأة الظلم.

بعد تعليمه المتنوع والذي شمل الدراسات العليا في القانون، بدأ مسيرته السياسية الفعلية في الأربعينات من القرن الماضي حين انضم إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، بدافع من الرغبة الجامحة لديه لتحقيق المساواة بين جميع الناس بغض النظر عن لون بشرتهم. هذه الفترة كانت مليئة بالتحديات والصعود والتراجع لكنها أثبتت عزيمة الرجل الواضح.

وفي العام 1964, حكم عليه بالإعدام وتم تخفيف الحكم فيما بعد إلى السجن مدى الحياة بسبب دوره البارز في مكافحة نظام الفصل العنصري "الأبارتهايد". قضى معظم سنوات شبابه خلف القضبان ولكنه خرج أقوى وأكثر تصميمًا. اعتُبرت خطاباته داخل المعتقل شاهداً على روحه غير المنكسرة وموقفه البطولي تجاه حرية شعبه.

بحلول نهاية التسعينات، قاد عملية الترانسفورمة التاريخية التي أدت إلى تحويل جنوب أفريقيا من دولة ذات أغلبية بيضاء إلى ديمقراطية متعددة الأعراق. وفي الرابع من مايو 1994, أصبح مانديلا أول رئيس أسود لمنطقة يشكل السود فيها الغالبية السكانية. وخلال فترة ولايته، عمل بلا كلل نحو تحقيق الوحدة الوطنية وبناء مجتمع جديد قائم على العدالة الاجتماعية والكفاءة الاقتصادية.

بعد خدمته كممثل منتخب لمدة خمس سنوات فقط، اختار الاستقالة والسعي للعمل الإنساني. حققت جهوده الدولية الكثير وكان أحد المدافعين الدائمين والقادرين عن حقوق الإنسان حول العالم.

توفي هذا المناضل العظيم يوم 5 ديسمبر 2013 نتيجة مرض الرئة عن عمر يناهز 95 عاما. اليوم يبقى ذكرى خالدة لتاريخ الطموحات البشرية نحو الحرية والعيش المشترك بروح التسامح والأخوة الإنسانية.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات