عثمان الأول، المعروف أيضًا بعثمان بن أرطغرل، هو مؤسس الدولة العثمانية وأول سلاطينها. ولد في عام 656 هجري، وشهد غزو المغول لبغداد بقيادة هولاكو وسقوط الخلافة العباسية. تولى الحكم في عام 687 هجري، بعد وفاة والده أرطغرل، بتأييد من الأمير علاء الدين السلجوقي.
كان عثمان الأول يتمتع بصفات قيادية عظيمة، منها الشجاعة والحكمة والإخلاص والصبر والجاذبية الإيمانية والعدل والوفاء والتجرد. ظهرت شجاعته عندما خاض الحرب ضد الحلف الصليبي الذي تشكل لمحاربته، بينما ظهرت حكمته عندما ساعد السلطان السلجوقي علاء الدين ضد النصارى، مما أدى إلى فتح عدة مدن وقلاع.
بسبب إخلاصه في الدين، تحالف معه سكان الأراضي المجاورة له، مما ساعد في توطيد دعائم الدولة الإسلامية ضد أعدائهم. كما ظهر صبره عندما بدأ بفتح الحصون والبلدان، حيث استغرق ذلك سنوات من الجهد. بالإضافة إلى ذلك، تأثر العديد من القادة البيزنطيين بالإسلام بسبب تأثرهم بشخصيته و منهجه.
كان عثمان الأول معروفًا بعدله، حيث حكم لبيزنطي نصراني ضد مسلم تركي، طبّق شرع الله عز وجل في العدل. كما كان شديد الاهتمام بالوفاء بالعهود. ولم تكن الفتوحات التي قام بها من أجل مصالح اقتصادية أو عسكرية، وإنما من أجل نشر الدين الإسلامي.
توفي عثمان الأول رحمه الله في عام 726 هجري بعد مرض شديد، تاركًا وراءه سيرة حسنة يطمح كل حاكم لمثلها. ترك لابنه وصية ينصحه فيها بأن يحافظ على ملكه ويحسن إلى الرعية ويحرص على العدل والإنصاف بينهم. عند وفاته، لم يترك لنفسه إلا فرسًا وسيفًا ودرعًا ولباسًا وفراشًا، مما يدل على تجرده وتفانيه في خدمة دينه وأمته.
