في الخامس والعشرين من شهر مايو من كل عام، تحتفي المملكة الأردنية الهاشمية بعيد استقلالها، وهي مناسبة وطنية غالية تُخلد ذكرى نيل الأردن لحريته التامة واستقلاله عن الانتداب البريطاني عام ١٩٤٦م. هذا اليوم ليس مجرد عطلة رسمية فحسب، بل هو فرصة للتأمل في تضحيات الأجيال السابقة التي عملت بلا كلل لتحقيق الحرية والاستقرار لوطنها العزيز. تزدان سماء عاصمة الأردن، عمان، بالألعاب النارية البرّاقة بينما يُرفرف العلم الأخضر فوق المباني والدور، مُعبراً عن روح الوحدة والفخر الوطنية.
تعود جذور تاريخ الاستقلال الأردني إلى الخامس عشر من مايو عام ١٩٢٣م عندما أسس الأمير الهاشمي عبد الله الأول بن الحسين إمارة شرق الأردن. بعد مرور ثلاثة عقود تقريباً، وفي الثاني والعشرين من مارس عام ١٩٤٦م، تم ترسيخ الاستقلال بشكل قانوني. ومع ذلك، جاء ذروة هذه العملية التاريخية في الخامس والعشرين من مايو لنفس السنة عندما اجتمع مجلس النواب آنذاك لتغيير اسم البلاد رسميًا إلى "المملكة الأردنية الهاشمية" وتم تتويج الأمير عبد الله ملكًا عليها.
تشهد فعاليات عيد الاستقلال الأردني حضورًا بارزًا للقادة السياسيين والأعيان وكبار الضباط العسكريين الذين يقومون بتحية الراية الأم ويرددون نشيد الوطن بصوت واحد. بداية الاحتفال تتميز أيضًا بدق طبول الفرسان وبإطلاق ٢١ طلقة تحية لهيبة الملك والجيش. بالإضافة لذلك، تنظم المؤسسات التعليمية والكليات محاضرات ومناقشات حول أهمية هذا الحدث التاريخي والمعنى الثقافي لعيد الاستقلال بالنسبة لمجتمع يحافظ بشدة على تراثه العريق.
وعلى الرغم من ارتباط المواطنين ارتباط وثيق بعيد الاستقلال، إلا أن هناك العديد من الأعراف الأخرى التي يتم الاحتفال بها طوال العام والتي تشكل جزءًا حيويًا من هيكلها الاجتماعي المتنوع دينياً وثقافيًا مثل أيام رأس السنة الهجرية والميلاد المجيد وأعياد المسلمين الخاصة بفطر وعيد الأضحى إضافة لأحداث ذات دلالة سياسية مؤثرة كمولد الرسول صلى الله عليه وسلم وتعريب القوات المسلحة الأردنية منذ العام ١٩٥٦م والتي تأخذ مكانة متفردة لدى العامة لما لها من مدلول عميق بالنسب للقضية الفلسطينية والحفاظ على الأمن القومي المحلي والإقليمي. علاوةعلى ذلك ، فإن ذكرى جلوس الملك الحالي عبدالله الثاني علي عرش السلطة التنفيذيه وكذلك يوماً مشهور باسم 'يوما الوفاء والبيعه' والذي يعكس اللحظة المؤثره حين تولى مهام الحكم خلفاً لوالده المغفورله الملك حسين . كل تلك المناسبات تجمع بين الشعائر الدينية الوطنية مما يعكس مدى قوة روابط المجتمع الأردني وظروفه الاجتماعية المتكاملة.