الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود، ثالث ملوك المملكة العربية السعودية وأحد أبناء مؤسسها الملك عبد العزيز آل سعود، يعد شخصية بارزة تركت بصمة واضحة خلال فترة حكمه التي امتدت بين عامي ١٣٩٥ هـ و١٤٠٠ هـ (١٩٧٥-١٩٨٢). برز دوره كمتصرف لدرجة تم تعيينه نائباً لحاكم منطقة الرياض سنة ١٣٦٦ هجريًّا، ثم تولى بعد ذلك منصب رئاسة ديوان سمو ولي العهد. وفي تاريخ ٢٣ جمادى الأولى عام ١٣٩٥ هجرية الموافق للرابع والعشرين من شهر نوفمبر لسنة ألف وتسعمائة وخمسة وسبعين ميلاديًّا، انتقل إلى عرش المملكة عقب وفاة شقيقه الأكبر الملك فيصل بن عبدالعزيز.
تميز عهد الملك خالد بالعديد من الإنجازات المحلية والدولية؛ فداخليا، فقد شهد تطورا ملحوظا في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية ومشاريع تنمية المجتمع المحلي مما انعكس بشكل كبير على مستوى المعيشة للأسر بالمملكة. كما أسهم بشدة في دعم قضيتنا الفلسطينية ودعم الدول الإسلامية الأخرى سياسياً واقتصادياً. ومن أهم قراراته الداخلية أيضا كان رفع الرواتب العمالية للعاملين الحكوميين بهدف تحسين ظروف معاشهم اليومية.
على الصعيد الدولي، لعب دور ريادي وحاسم خاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات الاهتمام العربي والإسلامي مثل الحرب الأهلية اللبنانية وثورة الخليج الثانية ضد الاحتلال البريطاني لحرم إبراهيم عليه السلام بفلسطين المحتلة. وقد ظهر تفانيه تجاه الشعب السعودي حين تواصل مباشرة مع الرعايا مواكبًا أحداث الغزو العراقي الغاشم للكويت عبر تسجيل تلفزيوني مباشر ضمن نشرة الأخبار المسائية آنذاك.
توفي خادم الحرمين الشريفين الملك خالد بن عبدالعزيز يوم الأربعاء الخامس عشر من شهر رمضان المبارك لعام واحد وأربعمئة للهجرة المُطهرة والموافق الثالث عشر من يونيو لنفس السنة الميلادية وذلك إثر مضاعفات مرض القلب الخبيث والذي سبق وعانى منه سابقاً بإحدى مستشفيات مدينة جدة قبل نقله لاحقا لجدة الطبية الخاصة بالعاصمة الرياض. وبذلك اختتم مسيرته البطولية مخلفاً تراثا وطنياً غنياً يحكي قصة رجل دولة عرف عنه حب الوطن والتواضع وسعة الصدر واستقامة القيم الدينية والأخلاق الإنسانية النبيلة تلك والتي باتت مصدر إلهام لكل محبيه وعشاق سيرته حتى الآن وعلى مر التاريخ السعودي الحديث والمعاصر بشكل خاص.