يحتفل العالم كل عام الثامن من مارس باليوم الدولي للمرأة تقديرًا لجهود النساء ودورهن البارز والمؤثر في المجتمعات حول العالم. هذا اليوم ليس مجرد احتفال بل هو فرصة للوقوف والتأمل في إنجازات النساء ومشاكلهن، وتذكير بالعقبات التي ما زالت تواجهها العديد من النساء رغم التحولات الكبيرة التي طرأت خلال القرون الأخيرة.
تاريخيًا، كانت النساء يحاربن لتحقيق حقوق متساوية مع الرجال في مجالات التعليم، العمل، السياسة، والثقافة. لقد شهدنا تغيرات هائلة منذ بداية الحركة النسوية الأولى في القرن العشرين حتى الآن. ومع ذلك، فإن المساواة بين الجنسين ليست مفهومًا مكتمل بعد. مازال هناك تحديات كبيرة مثل عدم المساواة في الأجور، العنصرية الجنسيّة، وغياب فرص متاحة أمام النساء لتولي المناصب القيادية في القطاعات المختلفة.
على الرغم من هذه التحديات، نتذكر دائمًا الإنجازات الرائعة للمرأة عبر التاريخ والحاضر. بدءًا من رواد الفكر ومنتقدات الصالح العام إلى رائدات الأعمال والأطباء والمهندسات وأصحاب المشاريع الناشئة وغيرها الكثير ممن تركوا بصمة واضحة ومتنوعة في مجتمعاتهن. هؤلاء الأمثلة تشجع كل امرأة أخرى لمواصلة طريقها نحو تحقيق أحلامها وطموحاتها.
في يوم المرأة العالمي، نركز أيضًا على دعم واحترام جميع أنواع العرق والجنسية والدين والتوجه الجنسي - لأن فكرة "المرأة" واسعة تشمل الجميع بغض النظر عن خلفياتهم الشخصية. الهدف النهائي هو بناء عالم أكثر عدالة وإنصافًا للأجيال القادمة.
إن الاحتفال بهذا اليوم يعني الاعتراف بالقوة الكامنة داخل كل امرأة واستخدام تلك القوة لنشر الرسائل التالية: حب النفس، الثقة بالنفس، والعزم على مواصلة النضال لأجل الحقوق المتساوية لكافة الأفراد حول العالم. دعونا نعترف ونحتفل بإرادة الحياة والإبداع والقوة الهائلة لدى النساء بشكل دوري وليس فقط في هذا اليوم الخاص. نسعى دائماً لخلق مستقبل حيث يمكن لكل فرد أن يعيش حراً ويحقق قدراته كاملة بلا قيود اجتماعية أو ثقافية ضيقة.