- صاحب المنشور: القاسمي البدوي
ملخص النقاش:
تناولت المحادثة نقاشًا عميقًا حول مستقبل التعليم في ظل تقدم التكنولوجيا واستخدامها في العمليات التعليمية. أعرب المشاركون عن قلقهُم من احتمال اختفاء المدارس التقليدية لصالح النظام التعليمي المرِن الذي توفره التكنولوجيا. أكّد الجميع على أهمية التكنولوجيا في فتح المجالات التعليمية أمام جميع الأشخاص بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروفهم الزمانية، إلا أنهم لم يفوتوا فرصة تسليط الضوء على المخاطر الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بهذا التحول.
شدد "رامي أبو الليبة"، أحد المشاركين، على أن التطور التكنولوجي لا يقتصر فقط على الحصول على المعلومات والمعارف، بل ويتعداه إلى بناء مجتمعات وتعزيز العلاقات الإنسانية التي تعد جوهر الخبرة التعليمية. أبرز دور الفئات الدراسية التقليدية في تطوير مهارات مهمة كالخطاب والتواصل وغير اللفظي - وهي جوانب غالباً ما تُهمَل عند تركيز الانتباه فقط على محتوى التعلم. ومن ثم، فإن الرغم من قدرة التكنولوجيا على توسيع نطاق التعليم، فهو يشجع على عدم اعتبارها بديل كامل للفئات الدراسية التقليدية.
وافق "الهيتمي بن عمر" وأضاف أن هناك حاجة ملحه لإعادة نظر في طريقة إدراج التكنولوجيا في المنظومة التربوية، وذلك لضمان تحقيق توازن بين استخدام هذه الوسائل والفوائد التي تقدمها البيئة الفصول الدراسية التقليدية.
من ناحيته، شدد "نصوح الرايس" على أن الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية، وإن كانت جيدة بتزويد البيانات والكفايات العلمية، فهي قليلة القدرة على دعم الصحة النفسية والإرشادات الاجتماعية اللازمة للطلاب. ولذلك، يرى أنه يجب وجود توازن بين فضائهما الإلكترونية والتجارب الأكاديمية التقليدية حتى تضمن نماذجتنا الشمولية المستقبلية لأطفالنا.
أما بالنسبة لـ "عفيف بن علية"، فأوضح أن الذكاء الاصطناعي غير قادرٍ أصلاً على تقمص المشاعر البشرية وتحسين بيئة تعليم مماثلة لما توفره الفئات الدراسية التقليدية من حس قريب ومشاركة شخصية. إذ تعد التكنولوجيا فقط أدوات مساعدة وليست حلولا مطلقة للحاجة البشرية للعطاء والحنان خلال التجارب المؤسساتية.
وأخيراً، استعرضت "مي بن بركة" وجهة نظره بأن حتى الثمرات البرَّاقة للتحويل رقمي واضحتحتاج تأكيدًا أساسيًا لأثر الاتصالات العادية والمشاركة الذاتية داخل عملية تعليمنا اليوم. فهذا جانب حيوي جدًا لبرامج اجتماعية وعاطفية حساسة تطورت عبر التاريخ وقد تتضاءل تحت وطأة طرق تدريس حديثه بإمعان. وأخيرا ذكر "بن يحيى الأنصاري": كون الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وكلا يسندان للتعلم بشكل رائع ولكنهما بعيدتين عن منح الطلبة الحب والدعم اللذيْن تحتاجهما بشدة خلال فترة دراستهما وعيشهن أيام عصيبة خاصتهم .