- صاحب المنشور: عتبة بن داوود
ملخص النقاش:شهد العالم العربي تحولا دراماتيكيا في السنوات الأخيرة مع ظهور المشهد الجديد للعمل الحر أو "الفريلانسر". هذا التحول مدفوع بعوامل متعددة منها التقدم التكنولوجي والرغبة المتزايدة لدى الشباب العرب في الاستقلالية الاقتصادية. يشكل هذا الانتقال نحو العمل عبر الإنترنت فرصة كبيرة للعرب للوصول إلى الأسواق العالمية والاستفادة من المهارات المحلية. لكن هذه الرحلة ليست خالية من التحديات.
أولا، يعاني العديد من العاملين المستقلين من عدم الاستقرار الوظيفي بسبب الطبيعة غير المضمونة للأعمال الحرة. يعتمد الدخل بشكل كبير على القدرة على الحصول على عقود جديدة والأداء في كل مشروع مما يخلق حالة من القلق بشأن مستقبل الأعمال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تكون المنافسة شديدة للغاية، خاصة بالنسبة للمبتدئين الذين قد يكافحون لتأسيس وجود قوي لهم بين المنافسين الأكثر خبرة.
التوقعات المستقبلية
بالرغم من هذه العقبات، هناك توقعات مشجعة لمستقبل العمل الحر في المنطقة العربية. مع زيادة الوعي بمزايا الفريلانس والتكنولوجيا التي تجعل الوصول إلى العملاء أسهل بكثير، نتوقع رؤية المزيد من الأشخاص يتجهون نحو هذا الطريق. كما تساهم الحكومات أيضا بإجراءات داعمة مثل إنشاء المنصات الإلكترونية التي تربط الباحثين عن عمل بالمستخدمين المحتملين، وبرامج التدريب والتعليم التي تعزز المهارات اللازمة لهذا النوع من الأعمال.
في الوقت نفسه، ستكون هناك حاجة ملحة لتنمية ثقافة ريادة الأعمال والحفاظ عليها. يتطلب الأمر بناء شبكات دعم اجتماعية واقتصادية تساعد الأفراد في إدارة مخاطر الاعتماد الكلي على مصدر رزق واحد وهو عملهم الخاص كفريلانسر. وستحتاج المجتمعات المحلية والمؤسسات التعليمية أيضًا لدفع جهودها في تزويد الناس بالمهارات والمعرفة التي تحتاجها الصناعات الحديثة.
باستخدام التقنيات الناشئة وتسخير طاقات جيل الشباب المصري والعربي بشكل فعال، يبدو أنه أمام العرب فرصة حقيقية ليس فقط للتكيف مع الثورة الصناعية الرابعة ولكن أيضاً للاستفادة منها بطريقة ذكية ومبدعة.