- صاحب المنشور: موسى الدين البلغيتي
ملخص النقاش:
في خضم الثورة الرقمية التي نعيشها الآن، تعد التقنيات الحديثة محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي والتطور الاجتماعي. ولكن، هل هذه التقنية تأتي على حساب كوكبنا؟ هذا هو محور نقاشنا حول التأثير البيئي للتكنولوجيا الحديثة وكيف يمكن تحقيق توازن بين الابتكار والاستدامة.
تُعتبر الصناعة الإلكترونية واحدة من أكبر المساهمين في انبعاثات الكربون العالمية بسبب العملية الإنتاجية المعقدة والمستهلكة للطاقة لأجهزة مثل الهواتف الذكية والحواسيب والمنتجات الإلكترونية الأخرى. وفقًا لتقرير صدر عام 2021 عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مسؤول عن حوالي 4% من الانبعاثات العالمية - وهو ما يضاهي تأثير الطيران المدني بالكامل تقريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، يشكل استنزاف الموارد الطبيعية خلال دورة حياتها الخاصة بالتكنولوجيا تحديًا كبيرًا. يُقدر أنه يتم إنتاج أكثر من 67 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنويًا عالميا، مما يعكس مدى سرعة تحول المنتجات القديمة إلى "عفا عليها الزمن" بعد تطوير الجيل التالي لها. ثمة مشكلة أخرى تتعلق بإدارة نهاية حياة هذه الأجهزة حيث يتطلب إعادة تدويرها تطبيقا متقنًا لأن العديد منها تحتوي على مواد سامة ومواد خطرة تحتاج لإعادة التدوير الآمنة.
رغم هذه الظلال السلبية، تقدم التكنولوجيا أيضا حلولا محتملة للمشاكل البيئية بطرق مختلفة. مثلا، تعتبر السيارات الكهربائية وصافي الطاقة المتجددة أمثلة واضحة لكيفية استخدام التكنولوجيا لتحقيق الاستفادة المستدامة. كما تساهم أدوار برمجية حديثة وأدوات ذكاء اصطناعي في مراقبة وتعديل العوامل المؤثرة بيئيا بتقليل الفاقد وتحسين العمليات الصناعية.
لذا، دعونا نركز على تعزيز نموذج جديد للتكنولوجيات الخضراء والتي تكون فعالة من الناحية البيئية وكذلك قيمة اقتصادياً واجتماعياً. إن الشركات والشخصيات القائدة اليوم أمام فرصة تاريخية لقيادة التحول نحو مستقبل مستدام باستخدام ريادة الأعمال الرقمية كموجه أساس لنماذج أعمالها وقيمتها الاجتماعية والثقافية والعلمية والمعرفية.