- صاحب المنشور: عهد الشرقي
ملخص النقاش:
في العصر الحديث، أصبحت المنصات الرقمية جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. مع انتشار الهاتف المحمول وانتشار شبكات الإنترنت عالية السرعة، أصبح الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام أمراً شائعًا بين مختلف الفئات العمرية. ولكن كيف يؤثر هذا الأمر على الصحة النفسية للشباب السعودي تحديدًا؟
**الدراسات الأولية:**
تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ومستويات القلق والاكتئاب لدى الشباب. في المملكة العربية السعودية، حيث شهدت هذه المنصات نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، هناك حاجة ماسة لفهم تأثيرها الدقيق على الصحة الذهنية للسكان الشابة. وفقًا لتقرير صدر عام 2019 من قبل مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، فإن حوالي 78% من الشباب السعوديين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يومياً، مما يجعلها قناة اتصال رئيسية لهم.
**التوترات المتعلقة بالصورة الشخصية والصحة الجسدية:**
واحدة من أكثر الآثار المضرة هي التوتر الذي يشعر به الشباب فيما يتعلق بالحفاظ على صورة مثالية عبر الشبكات الاجتماعية. قد يؤدي مقارنة الذات باستمرار بالأقران الذين يعرضون حياة مفعمة بالسعادة والممتلكات الثمينة والنجاح المستمر إلى الشعور بالنقص وانخفاض تقدير الذات. بالإضافة إلى ذلك، تشير العديد من الحالات الطبية المعروفة باسم "اضطراب الجسم" أو "الوسواس القهري المرتبط بالمظهر الخارجي" إلى الاهتمام الزائد بمظهر الشخص وأفكار غير صحية حول الصورة الجسدية نتيجة للمحتوى الموجود على these platforms.
**العزلة الاجتماعية**:
على الرغم من كونها أدوات للتواصل والتفاعل، إلا أنها يمكن أيضًا أن تزيد الشعور بالعزلة الاجتماعية عند البعض. عندما يقضي الأفراد الكثير من الوقت أمام الشاشة محاولين خلق واقع افتراضي خصب ومثير للاهتمام، فقد يفقدون القدرة على بناء علاقات حقيقية وجديدة خارج العالم الرقمي. وهذا يمكن أن يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب والقلق واضطرابات الحالة المزاجية الأخرى.
**مكافحة التحرش الإلكتروني:**
مشكلة أخرى ملحة تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي وهي التعرض للتحرش الإلكتروني. سواء كان شكلًا لفظيًا أو بصريًا، قد يخلف آثار نفسية عميقة خاصة بالنسبة للفتيات والشبان الأصغر سنًّا ممن هم أقل قدرة على فهم وتفسير هذه المواقف الصعبة. كما أنه غالبًا ما يتم تجاهله بسبب الطبيعة الخفية له أو الاعتقاد بأنه مجرد مزحة بريئة.
**الحلول المقترحة:**
لمواجهة هذه التحديات، تحتاج المجتمعات التعليمية والأسر والحكومات للعمل سويا:
* تعليم الأطفال والكبار alike حول الاستخدام المسؤول لهذه التقنيات.
* تنظيم الحملات التوعوية التي تناقش مخاطر التحرش الإلكتروني وكيفية التعامل معه بطريقة صحية وإيجابية.
* تشجيع الأنشطة الخارجية والعائلية لتحسين الروابط الإنسانية وتعزيز احترام الذات والثقة بالنفس.
* إدخال برامج تدريب متخصصة في المدارس والمعاهد لرصد علامات الضيق النفسي مبكرًا واتخاذ الإجراء المناسب لدعم المستخدمين المحتملين تحت وطأة ضغط الوسائط الاجتماعية.
إن الجمع بين البحوث العلمية والدروس المستخلصة من التجارب المباشرة سيمنحنا فهما أفضل لكيفية إدارة واستخدام فنار لوسائل التواصل الاجتماعي بطرق تعزز الصحة العامة للأجيال الجديدة بدلاً من تقويضها.