- صاحب المنشور: منصف بن فضيل
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً ملحوظاً نحو استخدام الطاقة المتجددة بهدف تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وتقليل التأثير السلبي للملوثات البيئية. وقد برزت الطاقة الشمسية كواحد من أكثر هذه البدائل جذباً للانتباه نظراً لتوافرها الواسع وفعالية التكلفة مقارنة بمصادر أخرى مثل الرياح أو الكتلة الحيوية.
التاريخ والتنمية: الطريق نحو القبول العالمي
تعود جذور البحث العلمي حول تحويل ضوء الشمس مباشرة إلى طاقة كهربائية إلى القرن التاسع عشر مع عمل الفيزيائي الفرنسي ادوارد بانستال الذي اخترع أول خلية شمسية لكن لم تكن فعالة بما يكفي للحصول على اهتمام واسع آنذاك. وفي عام ١٩٥٤ حققت شركة Bell Labs الأمريكية خطوة كبيرة حيث طور العلماء هناك الخلايا الكهروضوئية التي يمكنها التحويل الفعال لأشعّة الضياء للشمس الى مصدر ثابت ومتجدد للكهرباء.
اليوم، تنتشر التقنيات المستخدمة في إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية سواء كانت ألواح فوتوفولتائيك(PV) الحديثة والتي تعمل وفق نفس المبدأ الأساسي لتصميم Bells labs الأصلي ولكن بأداء أعلى بكثير بكفاءات تتعدّى الـ22%. بالإضافة لذلك، فإن الابتكار المستمر والتطوير الكبير لهذه الصناعة قد أدى لتراجع حاد في تكاليف تنفيذ المشاريع وبالتالي زيادة المنافسة بين الشركات المصنعة للأجهزة الشمسيّة مما يسهّل توفر المنتجات ذات الجودة العالية بسعر أقل نسبياً بالمقارنة بعصر البداية لهذا المجال.
الاستخدام الحالي وآفاق المستقبل
لقد أصبح اعتماد البشر اليوم أكبر وأكثر حساسية تجاه البيئة؛ فلم يعد الأمر مجرد مسألة اقتصادية بل أيضًا قضية أخلاقية مرتبطة بصحة الإنسان ومستقبله. ومن هذا المنطلق فقد اتخذ العديد من الحكومات إجراءات تشريعية لدعم استغلال مصادر الطاقة المتجددة كتلك المرتبطة بالطاقة الشمسية وذلك عبر تقديم دعم مباشر من الدولة لإنجاز مشاريع جديدة وإنشاء سياسات تساهم بتشجيع الاستثمار الخاص في تطويرو نشر تقنية "الطاقةphotovoltaïque" داخل المدن وخارجها .
مازلنا نرى الكثير أمامنا ليحقق هذا القطاع كامل توازنه واستقراره الدائم كبديل رئيسي للوقود الاحفوري موجود حاليًا، غير أنها بلا شك خطوات مهمة باتجاه نظام عالم أفضل بيئيا واقتصاديا واجتماعيا أيضا.
إن الهدف النهائي يتمثل بإمكانية ان تصبح جميع المباني والمجمعات التجارية والسكنية محاطة بأنظمة توليد طاقة خاصة بها تعتمد solelyعلى أشعة الشمس كمصدر واحد فقط لها كما هوالحال عند ظهور شبكة الإنترنت منذ عقود مضت والذي كان مبتدا بسيطة قبل أن يتحول لحياة مترابطة كليا خلال زمن قياسي نسبيا كذلك ستكون حالة الطاقهالشمسيه إذسيكون بالإمكان ولعل ثمة فرق واضح بأن الأول جاء بالتزامن مع الثورة الرقميه بينما الأخير يأتي نتيجة لمساعي انسانيه مستمرة بالسعي للحفاظ علي موارد الأرض الطبيعية والحماية منها لصالح الاجيال القادمه .