- صاحب المنشور: أنيسة الجنابي
ملخص النقاش:
تعيش الأنظمة التعليمية في العديد من الدول العربية حالة من التوتر والقلق بسبب التحديات المتزايدة التي تواجهها. هذه الأزمة ليست جديدة، لكنها تتفاقم بمرور الوقت وتتطلب حلاً استراتيجياً لتوفير تعليم عالي الجودة يتناسب مع متطلبات العصر الحديث. يشمل هذا الوضع مجموعة متنوعة من المشاكل مثل نقص الموارد المالية والبشرية، ضعف البنية التحيتية للمدارس والكليات، وتدني جودة المناهج الدراسية وعدم قدرتها على مواكبة الابتكارات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة انتشار الفساد والإهمال الإداري داخل بعض القطاعات التعليمية.
التحديات الرئيسية:
- نقص التمويل: تعتبر تمويل التعليم أحد أكثر القضايا حساسية وأثرًا في الأنظمة التعليمية للدول العربية. غالبًا ما يتم تخصيص نسبة صغيرة جدًا من الموازنة العامة لهذه القطاع مقارنة بالدول الأخرى. يؤدي هذا النقص في التمويل إلى عدم القدرة على تحديث المباني والمرافق التعليمية الأساسية، شراء الكتب والأجهزة الحديثة اللازمة لعملية التعلم، أو حتى دفع رواتب المعلمين بشكل مناسب مما قد يؤدي لانخفاض الروح المعنوية بين أعضاء هيئة التدريس وانعدام الثقة تجاه النظام بأكمله.
- ضعف بنية تحتية المدارس والكليات: يمكن اعتبار البنية التحتية رديئة وغير كافية كسبب آخر للأزمات الموجودة حاليا. الكثير منها غير مؤهل لاستيعاب الطلاب بكفاءة؛ حيث تُقام الدروس في فصول مكتظة بالسكان وفوق طاقتها التشغيلية، كما يوجد قلة ملحوظة من الخدمات الصحية والنفسية المقدمة للطالب والتي تلعب دورًا مهمًا للغاية سواء كان الأمر يتعلق بصحة الطفل الذهنية أم جسمانيًا أثناء فترة دراسته.
- المناهج الأكاديمية القديمة: تعدّ المناهج التقليدية المستخدمة اليوم عقبة أخرى أمام تطوير العملية التعليمية لأنها لم تخضع لأى تغييرات جوهرية منذ سنوات عديدة طويلة مضت ولم تستطع مجاراة سرعة التطور والتكنولوجيا الحديثة ولذا فهي تفشل بالتأكيد فيما يهدف إليه النظام وهو منح خريجين قادرين ومؤهلين لسوق العمل الحالي وقادرين أيضًا على تحمل مسؤوليات المجتمع الذي يعيش به .
- انعدام العدالة الاجتماعية: إن اعوجاج نظامنا التعليمي نحو الطبقات البرجوازية المغتربة عنه تماماً وإغفال حاجهة الفقراء منه أمر مثيرٌ للاستياء وغريب لما له تأثير سلبي عميق لدى الأطفال الذين سيصبحون رجال الغد وهم جميعاً يسعون لتحقيق أحلامهم بلا مفر لذلك فهو ينذر بعواقب وخيمة مستقبلا لو ترك بدون تدخل جذري وشامل.
في حين أنه ثمة وسائل فعالة لحل تلك المسائل فقد بدأت بالفعل مجموعة دول عربية اتخاذ خطوات جريئة بإعادة النظر في سياساتها التعليمية واتخذتهم ركائز أساسية لبناء نهضة وطنيه شاملة وذلك عبر الاستثمار الواسع بالموارد البشرية وبشكل خاص التربويين منهم ومن ثم تحسين البيئة الداخلية للمدرسة وفصلها عن التأثيرات الخارجية الضارة إضافة لإدخال تقنيات ذكية ضمن نصوص كتب المنهاج الجديدة واستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصالات المتنوعة أيضا داخل الفصل نفسه وفي نهاية المطاف تحقيق هدف واحد وهو خلق مجتمع عربي جديد يحترم العلم ويقدر جهوده ويتمسك بقيم أخلاقيه ساميه تساهم برفعه ليكون أفضل حضارة وحضن آمن لكل أبنائه بغض النظر عن طبقاته الاجتماعيه المختلفة وهذا هو الطريق الوحيد المؤدي لقوة الدولة العربيه متحد ولذلك عليه البدء الآن قبل فوات الآوان!