يعتبر كلا من الأحلام والرؤى ظاهرتين غامضتين ومعقدتين قد شغلوا العقل البشري لعدة قرون. رغم تشابههما الظاهري، إلا أنهما يختلفان بشكل واضح في جذورهما ونظريات تفسيراتهما. سنستعرض هنا هذه الاختلافات بناءً على وجهات نظر علم النفس والدين الإسلامي.
الحلم عادة ما يحدث أثناء مرحلة النوم العميق ويظهر خلال فترة الراحة العادية للإنسان. وفقاً للنظريات النفسية الحديثة، يمكن اعتبار الأحلام نتاج تعبير غير واعي للعقل الباطن حول مخاوف الشخص ومشاعره اليومية. ففي كثير من الأحيان، قد تحتوي الأحلام على عناصر من الواقع ولكنها تُعاد ترتيبها بطريقة رمزية وتصورية. ليس هناك اتفاق عالمي بشأن دلالة الأحلام، لكن بعض علماء النفس مثل سيغموند فرويد يقترحون أنها تمثل أحلام اليقظة التي يتم إنكارها أو قمعها خلال النهار.
من ناحية أخرى، الرؤيا لها أهمية خاصة في الدين الإسلامي. يُعرّف القرآن الكريم الرؤيا بأنها "نور من نور الله" (سورة يوسف 101). يؤكد المسلمون على ضرورة التمييز بين الرؤيا والحلم العادي. فالرؤيا الصحيحة، بحسب العقيدة الإسلامية، هي رسالة سماوية موجهة إلى المؤمن والتي تتضمن إرشادات روحية أو تنبؤات مستقبلية. يشجع الإسلام على تدوين الرؤى واتباع الإشارات الواردة فيها إذا كانت متوافقة مع الشريعة والقيم الإسلامية.
على الرغم من وجود العديد من المواقف المشتركة بين الحلمين والرؤى -مثل الشكل المرئي والأحداث الغير واقعية- فإن الفروقات واضحة فيما يتعلق بالأسباب والتأويل والتطبيق العملي لكل منهما. بينما تعتبر الأحلام نتيجة طبيعية لنشاط الدماغ أثناء النوم ولا تحتمَل مسؤوليتها الأخلاقية، تعد الرؤى كنذوراً ربانيّة تحمل رسائل سامية تستدعي التأمل والاستجابة المناسبة فقط عندما تكون مطابقة للشريعة الإسلامية والسلوكيات الحميدة.