كان الملك عبد العزيز آل سعود شخصية تاريخية مؤثرة لعبت دوراً محورياً في تشكيل خريطة الشرق الأوسط الحديثة. ولد عام 1876 ميلادياً، وهو الابن الثالث للملك عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، مؤسس الدولة السعودية الثانية. نشأ وسط بيئة سياسية مضطربة حيث تنازعت العديد من الإقطاعيات الصغيرة على السلطة بعد سقوط الدولة السعودية الثانية سنة 1233 هـ/1818 م.
بدأ الملك عبد العزيز مسيرته بإعادة إحياء المشروع السعودي عبر استعادة الرياض عام 1902 كخطوة أولى منطقية لتوحيد البلاد تحت حكم أسلافه. كانت هذه الخطوات الأولى تتضمن بناء تحالفات عسكرية وسياسية مع قبائل المنطقة المحلية والنخب السياسية الأخرى. كما سعى إلى تحقيق الاستقرار الداخلي والقضاء على الفتن الداخلية التي كانت تهدد الوحدة الوطنية الناشئة.
مع مرور الوقت، نجحت جهوده الدبلوماسية والعسكرية بشكل متزايد حتى تمكن من ضم معظم شبه الجزيرة العربية تحت راية واحدة بحلول الثلاثينيات من القرن العشرين. وفي العام 1932، أعلن رسميًا عن قيام "المملكة العربية السعودية"، ليصبح بذلك ملكها الأول والمؤسس لهذه الدولة الجديدة.
على الرغم من تحدياته العديدة، اتسم حكمه بالعدالة والإدارة الحذرة للأراضي والموارد الطبيعية المتنوعة. فقد عمل على تطوير البنية التحتية للإمارة، بدءاً بتوسيع شبكات النقل والمواصلات وانتهاءً بإنشاء مدارس حديثة. وقد ساهم ذلك جميعه في وضع أساس متينا للتنمية الاقتصادية المستدامة والاستقرار السياسي لمستقبل المملكة.
استمر حكمه حتى وفاته المفاجئة عام 1953، تاركًا خلفه دولة موحدة ومزدهرة نسبيًا مقارنة بما سبقها. وبذلك، أصبح اسم عبد العزيز جزءًا لا يتجزأ من ذاكرة الشعب العربي والعالم الإسلامي باعتباره أحد أشهر الشخصيات التاريخية وأكثرهم تأثيرًا في المنطقة.