البلوغ هو مرحلة حاسمة وهامة في حياة الإنسان، ويختلف وقت ظهور علاماته بين الأفراد بناءً على مجموعة متنوعة من العوامل الجينية والبيئية. هذه الفترة الزمنية الطبيعية التي يمر بها جسم المرء ووظائفه البيولوجية إلى النضوج الجنسي تتراوح عادة بين عمر ١٠ سنوات حتى ١٤ عاماً للإناث وبين عمر ١٢ سنة حتى ١٦ عاما للذكور. ومع ذلك، يمكن أن تشهد بعض الفتيات والفتيان بلوغا مبكرا أو متأخراً حسب عوامل مختلفة مثل الوراثة والتغذية والصحة العامة.
تُعرف الأعراض الظاهرية للبلوغ باسم "الشعرانية" وهي عبارة عن تغيرات جسدية واضحة كالنمو الطويل للمراهقين، ظهور شعر الوجه والجسم، تغييرات الصوت عند الذكور، وتمدد الثدي والإباضة الأولى عند الإناث. ولكن ما يصاحب تلك التحولات الجسدية أيضا هي تغييرات نفسية واجتماعية مؤثرة تؤثر بشكل كبير على قدراتهم المعرفية والسلوكيات الشخصية وعلاقاتهم الاجتماعية.
في جوهر الأمر، إن البلوغ ليس فقط انعطافا بيولوجيا نحو الرشد؛ فهو أيضا رحلة اكتشاف للنفس والتعرف عليها وعلى العالم المحيط بهم أكثر فأكثر مما يعزز الشعور بالاستقلال والاستقرار العقلي والنضوج الروحي والمعنوي لديهم أيضًا. وفي حين أنه أمر طبيعي ومأمول بالنسبة لمعظم الأطفال والمراهقين حول العالم، إلا أنها ليست تجربة سهلة دائماً إذ قد تواجه الكثير منهم تحديات متعلقة بثقة الذات وتقبل اختلاف أجسامهم وأرواحهم مقارنة بالأقران والأجيال الأكبر سناً المحيطين بهم مباشرة. لذلك فإن دعم وتمكين هؤلاء خلال هذا الوقت الانتقالي الحاسم يعد ضرورة ملحة لتكوين أسس صحية وسليمة لحياة شباب وشابات المستقبل القادرين على مواجهة الحياة بكفاءة عالية وثقة بالنفس.