في رحاب عالم الأحلام، تحمل رؤية الإنسان له يصلي على موتى معاني تبشر بالخير غالبًا، وفق تفسيرات علماء النفس والروحانية الإسلامية مثل ابن سيرين وعبد الغني النابلسي. تشير هذه الرؤية إلى جانب الوعظ والإرشاد الروحي للأحياء الذين يعانون من نقص القلب أو الديون الدنيا. عندما يقوم الرائي بالمشاركة في جنازات الموتى، يقترح هذا الاتفاق مع طريقهم وتعاطفه معهم، سواءً في الحياة أو العمل بعد الموت.
إذا شاهد المرء شخصًا متوفى يؤدي الصلاة بشكل مخالف لما اعتاده أثناء صحته، يمكن أن يشير ذلك إلى الوصول إلى ثمار جهوده الجليلة وأفعاله الخيرية خلال فترة حياته، أو حتى تحقيق درجات عالية من البركة بسبب وصايا ونذر تركها خلف ظهره عند وفاته. وفي حالة كون المتوفي مؤثرًا معروفًا، فقد تنعكس تلك المكانة على ورثته بالنظر إليه كتوقعات نحو مستقبل مشرق لهم ضمن مسارات مشابهة لتلك التي قطعوها سابقًا. وهذا التأثير الإيجابي ليس فقط متعلقًا بالحياة الدينية ولكن أيضًا بالعلاقات الاجتماعية والثروات المالية المستمدة منها.
بالانتقال للتحدث حول الجنائز نفسها، تتخذ عناصر أخرى دور المحور الرئيسي لفهم الرسائل المخفية داخل مشهد أحلام كهذا. إذ تعد مشاركة المصلي للجنازة علامة واضحة للحفاظ على الصداقة الحميمة والمودة تجاه الأشخاص المؤمنين وغير الطامعين في أموال الآخرين. كذلك تربط صورة الشخص الموضوع فوق نعش بدون داعمين بالسجن والعزلة بينما تلقي عبئ حمولتها على شخصية ذات نفوذ سياسي وإداري مسؤوليتها فيما لو تم رفع وطأة الرحيل عنه لاحقا. وإن ارتكزت عربات نقل الأموات تحت قدميات راكب سفينة فعلى صاحب الظاهرة الطبيعية السفور بمصيبته البحرية القريبة بلا شك! أما جمع المال بطريقة غير شرعية فسيكون مصير المعاين لجسد ملقى أمام عينيه وهو يعبر شارعا مليئا بجراح الزمان وغدر الدهر.
هذه الأفهام المبنية لسلسلة تعبيرات نفسية وروحية تحيط بدلالاتها الأعظم هي مجرد طرف خيط لامس بداية مد الجمال ولذة الاستمتاع بتفسير عالم الخيال البعيد عن محدودية الواقع اليومي المألوف لدينا جميعا هنا وهناك....