- صاحب المنشور: عبيدة العروسي
ملخص النقاش:
تواجه اللغة العربية اليوم تحديات غير مسبوقة بسبب انتشار التقنيات الرقمية والتكنولوجيات الحديثة. رغم أنها واحدة من أقدم اللغات الحية وأكثرها ثراءً، إلا أن وضعها يزداد تعقيداً مع تزايد الاعتماد على الأنظمة الآلية مثل التعرف الضوئي على الأحرف OCR)، الذكاء الاصطناعي AI))، ولغات البرمجة المختلفة التي غالباً ما تكون مبنية على حروف أبجدية لاتينية وليست عربية. هذه المشكلة ليست مجرد قضية شكلانيّة؛ فهي تؤثر مباشرة على قدرة العرب على الوصول إلى المعلومات واستخدام الإنترنت بطريقة فعالة ومريحة باللغتهم الأم.
في مجال التعليم مثلاً، يُعتبر الاستعانة بتطبيقات وتطبيقات الوسائط المتعددة للتعلم طريقة فعالة ولكن عندما يتم تصميم تلك الأدوات باستخدام الرموز اللاتينية، فإنه يمكن أن يخلق حاجزاً بين الطلاب والمحتوى الذي ينبغي عليهم فهمه. مما يؤدي إلى فقدان جزء كبير من المجتمع العربي لهذه الفرصة التعليمية الثمينة. وفي الوقت الحالي، هناك العديد من الحلول المقترحة لحل هذا الإشكال منها استخدام الخطوط العربية المدعومة تكنولوجيا والتي تم تحسينها لكي تعمل بكفاءة أكبر ضمن البيئات الرقمية الحديثة. بالإضافة إلى ذلك، فإن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على التعامل مع الكتابة والصوت والعبارات المنطوقة بالعربية تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق التكامل الشامل للتكنولوجيا واللغة العربية.
الحلول الأخرى تتضمن العمل الجماعي الدولي لتوفير المزيد من البيانات عالية الجودة للمؤسسات البحثية لتحسين خوارزميات التعرف الضوئي للأحرف (OCR) وكذلك التحقق الصوتي للعربية. كما أنه ومن خلال تشجيع الباحثين والشركات الناشئة المحلية على التركيز على مشاريع البحث والتطبيق في مجالات مثل الترجمة الآلية والذكاء الاصطناعي القائم على العلوم الطبيعية، يمكن بناء اقتصاد معرفي قوي يدعم استمرارية استخدام اللغة العربية عبر مختلف القطاعات الرقمية. وبالتالي، يتطلب الأمر جهود مشتركة ومتكاملة بين الأفراد الحكومات، الأكاديميين ورواد الأعمال لدفع عجلة تقدم حلول تقنية مناسبة للقضايا الخاصة باللغة والثقافة العربية. إنها رحلة طويلة لكن الفوائد المحتملة كبيرة جداً وتستحق كل جهد يبذل لها.