في الظلال الدافئة لعصور الإمبراطورية الرومانية الغابرة، تدور أحداث قصتنا حول شخصية محورية تُعرف باسم القديس فالنتين. خلال القرن الثالث، بينما كانت الإمبراطورية تواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في تفشي الأوبئة المدمرة والحرب المستمرة ضد القوط، اتخذ الإمبراطور كلوديوس قراراً مثيراً للجدل يقضي بحظر الزواج بين جنوده خشية تأثيراتهم الشخصية على أدائهم في المعركة. هنا يأتي دور القديس فالنتين، وهو رجل دين مسيحي مخلص لعب دوراً بارزاً رغم ظروفه المضطربة.

فالنتين - سواء بوصفه قساً في روما أوأسقفاً في مدينة تيرني بإيطاليا- رفض خنوعاً لقرار كلوديوس وأصر على تزويج الجنود سرا، إيمانا منه بأنه حق مكتسب لكل فرد بغض النظر عن مكانته الاجتماعية. لكن تورطه سرعان ما أصبح مكشوفاً وعقب اعتقاله وجدت السلطات ذاتها نفسها أمام موقف صعب: فالنتين رفض التفريط بمبادئه الدينية مما وضعه تحت رحمة حكم الموت شنقا.

ومن الحقائق المثيرة التي تربط اسمه بهذا الاحتفال الحديث أنه قبل تنفيذ عقوبة الاعدام بفترة قصيرة قام بما يُوصف الآن كمظهر عجيب من الرحمة عندما دعا الله لتبرئة ابنته الكفيفة للسجان المحكوم عليه والذي استجاب الدعوة برؤيتها مرة اخرى بدون اي تشوش بصري حسب بعض النسخ التاريخيه لهذه القصّة .

وعلى الرغم من نهاية حياته الفانية المؤلمة إلا انه اصبح رمزا للقلب والعشق لدى الشعوب الغربية منذ القرون الوسطى عندما بدأنا نسمع عن حبه للشابة الجميلة والتي غالبا ماكانت بنت امبراطور هرقل بل إن البعض يشير اليها كمان انها إبنة سجين لديه القدرة علي الشفاء والمقدرة البارعة علي الرسم كذلك. وفي النهاية وليس آخر هذه المسائل اعترف بابا الفاتيكان "غالايسي" رسميا باعتباره شهيدآ بالإيمان واسمه مرتبط بهذا اليوم العزيز القلباني الراقي ليس فقط بسبب ارتباطاته بشخصيته ولكن نتيجة لذلك أيضا ، لقد اختار البابا العام 1474 تسمية يوم وفاته 'اليوم الخامس عشر' تكريما لأعمال الخير العديدة والتضحوية طوال فترة وجوده العمرية القصيره نسبيا مقارنة بزملاء المهنة الاخرين.

واليوم بات يوما للعشق والمحبة حيث نشاهد تبادل الرسائل المكتوبه بخط اليد والتجمعات العائلية والجلسات المشاعر المكثفة بكل أشكالها المختلفة.. إنه بذلك يمثل فرصة للتواصل المجتمعي وتعزيز روابط المحبة والسعادة وسط الجميع بلا استثناء!