تختلف طرق قياس الوقت عبر التاريخ والثقافات المختلفة حول العالم. يتمثل أحد الاختلافات الأكثر وضوحاً في كيفية حساب الشهور؛ إذ يعتمد البعض عليها الدورات الشمسية بينما يستند آخرون إلى دورات القمر. دعونا نستكشف الفرق بين هذين النظامين وفهمهما بشكل أفضل.
- الشهر الشمسي: هذا النوع من الأشهر قائمٌ أساسًا على حركة الأرض حول الشمس. السنة الشمسية تساوي حوالي 365 يومًا ونصف اليوم تقريبًا، مما يعني أنه كل عام، يحتاج البشر إلى إضافة يوم إضافي ليظل التقويم متسقًا مع الفصول. وبالتالي فإن الأيام التي تتكون منها هذه الأنواع من الفترات هي نفسها دائمًا بغض النظر عن الموسم الحالي. وقد استخدم المصريون القدماء أول نظام شمسى للتوقيت منذ آلاف السنين واستُبدِلَ لاحقا بالنظام الغريغوري الحديث المستخدم حاليًا والذي يشهد تعديلات بسيطة لتحديد المناسبات المهمّة مثل الصوم الكبير وعيد القيامة لدى المسيحيين وللتزامن مع الاحتفالات الإسلامية الرئيسية كرمضان وأضحى.
- الشهر القمري: يعرف أيضًا باسم "البدر"، ويبلغ طوله ٢٩٫٥ يومًا وهو مدة دوران القمر الواحد حول الأرض. وهذا عكس دوران الأرض حول الشمس المستغرق دائماً ٣٦٥ يوماً تقريبياً كما ذكر سابقاً. تعتمد الدورات القمرية غالباً على مراحل نمو وانحسار الضوء الناتج عن انعكاس أشعة الشمس عليه أثناء دورانه . لقد اعتمدت العديد من الحضارات القديمة بما فيها العربية والإسلامية المبكرة جداً نظاما قمرانيا لقياس السنوات، وتبقى بعض البلدان حتى الآن تستخدم هذا النهج كالجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها الكثير ممن يسجل تاريخ ميلادهم بناءً علي موعد اكتمال بدر شهر محدد خلال العام الهجري الإسلامي المعتمد عالميا حاليا .
إن فهما لكلتا الطريقتين يساعدنا على تقدير تنوع أساليب البشر القديمة لحفظ الذاكرة الجمعية والتاريخ الإنساني عبر العصور المختلفة، فضلا عمّا قد يعكس ذلك أيضا من قدرتهم الخلاقة في رسم خرائط زمنية خاصة بهم خدمة لأهداف الحياة العملية والدينية والعلمية وما بعدها أيضاً!