يُعتبر القمر رفيق الأرض الثابت والباهر منذ القدم، وهو الجسم الوحيد الذي يمكن رؤيته بالعين المجردة خارج الغلاف الجوي للأرض. يقع القمر ضمن نظامنا الشمسي المحوري حول الشمس، ويبلغ متوسط بعده عنها حوالي 385,000 كيلومتر. يُصنف علمياً كقمر طبيعي بسبب دوره الفريد في التأثير على مد وجزر محيطات الأرض، بالإضافة إلى تأثيراته الموسمية البطيئة للغاية والتي تدعى "الأميلوبول".
تتألف سطحية القمر بشكل أساسي من صخور جبلية قاعدية تمثل ما يقرب من 94% منه، بينما تشكل الصخور الحديدية والنيكليات الجزء الآخر بنسبة 6%. هذه التركيب الكيميائية تعكس تاريخاً جيولوجياً طويل الأمد للقمر يشير إلى نشأته المبكرة مع الأرض نتيجة اصطدام كبير بين جسمين قبل أكثر من 4.5 مليار سنة.
من الناحية الفيزيائية، يتميز القمر بدرجة حرارة متجمدة خلال الليل ودرجات حرارية مرتفعة أثناء النهار بسبب عدم وجود غلاف جوي يحفظ درجة الحرارة كما هو الحال بالنسبة لكوكبنا. هذا الاختلاف الشديد للحرارة يؤدي لتشكل ظاهرة فريدة تُعرف باسم "المناطق القطبية الدائمة الظل"، وهي مناطق مظلمة دائماً ولا تتلقى ضوء شمس مباشرةً نظراً للميلان الزاوي للقمر الهادئ نسبياً مقارنة بالأرض.
على الرغم من صغر حجمه نسبيًا مقارنة بحجم الأرض، إلا أن تأثير القمر البيئي هائل ومباشر؛ فهو المسؤول الرئيسي عن دورة المد والجزر اليومية التي تتمتع بها مياه البحار والمحيطات العالمية باستمرار. كذلك يساعد القمر برؤيته الواضحة عند اكتماله في تحديد اتجاه الموازين الزراعية التقليدية وأوقات الصيد القديمة لدى العديد من الثقافات البشرية المختلفة حول العالم.
وفي النهاية، يعد فهم خصائص وكيفية عمل القمر جزء مهم جدا لفهم مكاننا داخل النظام الشمسي الكبير والعلاقات الديناميكية الموجودة بين مختلف أجرامه.