القبيلة والعشيرة هما مصطلحان يستخدمان في الأنساب العربية، ولكل منهما دلالات محددة. القبيلة، وفقًا للغة العربية، تعني الجماعة من الأشخاص الذين ينتسبون إلى أب واحد أو جد واحد. أما العشيرة، فهي تعني عند قول "عشيرة الرجل"، بني أبيه وأقاربه وقبيلته. وقد ورد ذكر العشيرة في القرآن الكريم في سورة الشعراء، الآية 214: "وأنذر عشيرتك الأقربين".

تعتبر القبيلة أوسع نطاقًا من العشيرة. ففي المجتمع العربي التقليدي، تعتبر القبيلة المؤسسة الاجتماعية التي يدلف إليها الناشئ عندما يتخطى مرحلة صباه إلى مرحلة الشباب. هنا يبدأ الخوض في حياة مليئة بشبكة علاقات اجتماعية وسياسية جديدة. تتميز هذه الدائرة الاجتماعية بأنها أوسع من نطاق العشيرة، وتقوم العلاقة الاجتماعية على التعارف بين القبائل، والتسابق في الأخلاق الحسنة والصفات الطيبة، وفي تقوى الله تعالى.

ترتيب القبائل والعشائر يعتمد على النسب الأبعد والأقرب. فالشعب، وهو النسب الأبعد، مثل شعب قحطان وعدنان. ثم تأتي القبيلة، مثل ربيعة ومضر. بعد ذلك تأتي العمارة، مثل قريش وكنانة. ثم البطن، مثل بني عبد مناف وبني مخزوم وبني هاشم وبني أمية. ثم الفخذ. العشيرة، وهي لفظ يرى ابن الكلبي أنها تقع بين مرتبتي الفخذ والفصيلة، وهي رهط الرجل. وأخيرًا تأتي الفصيلة، مثل بني أبي طالب وبني العباس.

هناك من وضع العشيرة بعد الفصيلة، ووضع الأسرة ثم العترة. كما رتبها آخرون على شكل: جذم، ثم جمهور، ثم شعب، ثم قبيلة، ثم عمارة، ثم بطن، ثم فخذ، ثم عشيرة.

في الختام، يمكن القول إن الفرق بين القبيلة والعشيرة يكمن في نطاقهما. القبيلة أوسع نطاقًا وتضم العشيرة ضمنها. ترتيب القبائل والعشائر يعتمد على النسب الأبعد والأقرب، مع وجود اختلافات بين علماء الأنساب في ترتيب هذه الطبقات.