ولد الدكتور محمد موسى الشريف في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 1961، وهو ينتمي إلى أسرة عريقة تنحدر جذورها إلى المدينة المنورة عبر ارتباطاتها بالنسب الهاشمي لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم. رغم نشأته وسط بيئة غنية ثقافيًّا وتربويًّا، إلا أنه لم يقتصر دوره على جانب واحد من جوانب الحياة، فقد برز كإمام وداعية إسلامي بارز، بالإضافة إلى مهاراته الفريدة كمدرس للأدب العربي والتاريخ الإسلامي، وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة أم القرى بجدة. كما يتميز بدراساته المتعمقة في علوم القرآن والسنة، وقد حصل على درجة الدكتوراه في هذا المجال بعد مسيرته كطيار مدني لدى خطوط طيران سعودية رفيعة.

تتسم مساهمات الشريف العلمية بإنتاج أدبي وفكري واسع النطاق يشمل سلسلة من المؤلفات التي تتناول مواضيع متنوعة مثل "المرأة الداعية" و"مصطلحات حرية المرأة"، إضافة إلى أعمال حول الجانب الدعوي والثبات والإرشاد الأخلاقي للدعاء والصلاة وما يتعلق بها. كما ألف عدة مؤلفات متعلقة بالسيرة النبوية وضوابط الدراسة التاريخية والسيرة الذاتية للأعلام الراحلين من خلال كتابات تعالج الشخصيات التاريخية المختلفة كالشيخ أبو الحسن علي بن أبي يعلي القزويني على سبيل المثال لا الحصر. ولم تغفل جهوده أيضًا مجالات أخرى عديدة منها التربية والتنمية البشرية والشباب والشؤون الاجتماعية وغيرها مما يعكس شموليته المعرفية وغزارة عطائه العلمي والإبداعي. وفي مجال السيرة النبوية تحديدا عمل بقدر كبير من التفصيل والدقة لاستعادة الحقائق المرتبطة بحياة الرسول ﷺ وخلفائه الراشدين وفق منظور فقهي تاريخي ذو مصداقية عالية الأمر الذي أكسبه مكانة مرموقة بين صفوف المهتمين بتلك الفترة الزمنية المهمة والمعرفية للغاية. ومن الجدير بالإشارة إليه هنا أيضا اهتمامه الخاص برفائئ أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم الذين ظهروا خلال حقبة الفتح الإسلامي الأولى وهي فترة شهدت توسعات حضارية ملفتة جعلتها جزء أصيل من موروث الثقافة والعمران العالمي المستمد أساساً من العقيدة الإسلامية الصافية والتي سعى لتوضيح آفاقها الخفية بشكل واضح المعالم بخلاف معظم الأعمال المشابهة له ذات المفاهيم المبهمة جزئيًا. وكان لكل ما سبق أثره الكبير في تصنيف كتبه تحت خانات مختلفة تشمل الطبعة الشرعية العامة ثم تلك الخاصة بالأحداث السياسية والأحداث الشخصية ضمن منظومة شاملة تركز بشدة نحو تحقيق الانسجام المجتمعي وتعزيز الهوية الوطنية الأصلانية للسعوديين المقيمة حالياً داخل البلاد وكذلك المغتربين عنها ايضاً وذلك استنادًا لمنطق الحكمة والقسط والحفاظ عليها باعتبارانها جوهر رسائل سيد البشر جميعاً السيد المختار محمد رسول رب العالمين .