- صاحب المنشور: نيروز بن عزوز
ملخص النقاش:يُعدُّ الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التقنيات ثورية التي ظهرت خلال العقود القليلة الماضية. لقد غيَّر الطريقة التي نعمل بها ونعيش بها إلى الأبد؛ إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالتعليم، فإن التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي قد يكون أكبر بكثير مما يمكن تصوره. فعلى الرغم من وجود العديد من التحديات المرتبطة بتطبيق هذه التقنية الحديثة في قطاع التعليم، إلا أنها تحمل أيضا فرص هائلة لتحسين جودة التعلم وتوفير تجارب تعليمية مخصصة لكل طالب.
أولى التحديات الأساسية تتمثل في الخصوصية والأمان. مع تزايد استخدام الأدوات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي لتقييم أداء الطلاب وتحليل البيانات الشخصية مثل السجل الأكاديمي والتاريخ الوظيفي والاستعداد للمدرسة، يبرز مخاوف جدية بشأن حماية معلومات الطلاب الحساسة. هناك حاجة ملحة لوضع سياسات واضحة لحماية بيانات المستخدم واستخدامها بطرق أخلاقية وآمنة.
التحديات الأخرى
المنافسة المهنيَّة: أحد أهم المخاوف هو تأثير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على وظائف المعلمين والإداريين التربويين. بينما يُعتبر الذكاء الاصطناعي قادرًا على القيام بمهام روتينية وبشكل أفضل وأسرع وأقل تكلفة مقارنة بالإنسان، فإن دوره الرئيسي سيكون مساندًا وليس بديلًا تمامًا.
الكفاءة اللغوية والثقافية: اللغة هي أساس أي عملية تعليمية. رغم تقدم تقنيات ترجمة وإدراك اللغة باستخدام الذكاء الاصطناعي بشكل رائع مؤخرًا، إلّا إنه مازال هنالك فجوة كبيرة بين الفهم الكامل للحوار البشري وفهم الآلات له حتى الآن.
الممكنات الواعدة
على الجانب الآخر، تحمل لنا تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مجموعة رائعة من الفرص الرائعة:
التعلم الشخصي: توفر المنصات التعليمية المتطورة مدعومة بأنظمة الذكاء الاصطناعي قدرتها على تحديد نقاط قوة وضعف كل طالب وضبط مستويات الصعوبة وفقاً لذلك.
تحليل ردود فعل الطلاب: يستطيع نظام ذكي تحليل نتائج اختبارات الطلاب وردود فعلهم للتقديم توصيات واقتراح خطط دراسية مناسبة لهم بناء عليها.
إمكانية الوصول للمحتوى الرقمي الجديد: تساهم تقنيات التصميم الصوتي للكتب الإلكترونية والمواد الدراسية الأخرى بصوت واضح وقابل للتكيف بحسب احتياجات الأفراد المختلفة -خاصة المكفوفين أو ضعاف النظر-. بالإضافة لما تقدمه تلك التقنيات المدعمة ببرمجيات التعرف الضوئي على الحروف OCR والتي تمكن الأشخاص الذين يعانون مشاكل بصرية قراءة النصوص المكتوبة والحصول على نسخة نصية منها عبر برنامج خاص بذلك.
وفي الختام، سواء أكانت العوائق أم الفرص هى محور حديثنا حول دور تكنولوجيات الروبوتات والذكاء الصناعيه داخل الجامعات والمعاهد والكليات العربية والعالمية، تبقى حقيقة واحدة ثابتة وهي ضرورة مواصلة البحث العلمي والدراسات التطبيقيه لمواجهة التحديات والخروج بنتائجه الأكثر ايجابية ممكنة وذلك لرسم طريق أكثر سلامة وأفضل إن شاء الله نحو عالم متطور متكامل ينعم فيه الجميع بمستقبل مليء بالأمجاد.